اعلن رئيس الوزراء التركي المكلف بن علي يلديريم الاثنين انه يعمل على تشكيل حكومته بعدما اوكل اليه الرئيس رجب طيب اردوغان هذه المهمة، لكن بدون تحديد موعد لاعلانها.

قال يلديريم لصحافيين في انقره "هذه ليست اول حكومة تشكل في تركيا. يجري الان اعداد لائحة بالتشكيلة الحكومية".

وكان حزب العدالة والتنمية الحاكم عين الاحد يلديريم رئيسا له في انتخاب كان المرشح الوحيد فيه، عوضا عن احمد داود اوغلو الذي تخلى عن منصبه بعد صراع قوة مع اردوغان. وتنص قوانين الحزب على ان يتولى رئيسه منصب رئيس الحكومة التركية.

وفي كلمة امام مندوبي الحزب تعهد يلديريم تعزيز سلطات الرئيس عبر تعديلات دستورية ستنقل تركيا من نظام برلماني يمنح نفوذا لرئيس الحكومة الى نظام رئاسي.

واضاف انه سيعرض تشكيلة الحكومة على اردوغان "في اي وقت يلائمه"، فيما يستضيف الرئيس حاليا قمة برعاية الامم المتحدة للشؤون الانسانية الاثنين والثلاثاء في اسطنبول.

واضاف "لا تقلقوا، سنرتب هذه المسألة قريبا" ولم يقدم تفاصيل اضافية.

وتتابع الاسواق عن كثب تشكيل الحكومة الجديدة وسط تكهنات بتعيين صهر اردوغان بيرات البيرق نائبا لرئيس الحكومة للشؤون الاقتصادية بدلا من محمد شيمشك.

وقال اينان ديمير كبير اقتصاديي فينانسبنك "نرى ان تركيز الاسواق الكبير على الاسماء في غير محله لاننا نعتقد ان الوزراء الذين سيعينون لن يؤثروا كثيرا على توجه السياسات، فاردوغان هو الذي له الكلمة الفصل".

واضاف في مذكرة الى الزبائن "رغم ذلك، ندرك ان الاسواق تفضل وجوها اليفة وغياب شيمشك قد يثير القلق".

ويتزامن تعيين يلديريم رئيسا للوزراء مع شن تركيا حملة عسكرية على الناشطين الاكراد في جنوب شرق البلاد وعلى تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا.

والاسبوع الماضي اقر البرلمان التركي قانونا مثيرا للجدل برفع الحصانة عن عشرات النواب المناصرين للاكراد وغيرهم قد يؤدي الى اخراجهم من البرلمان.
- "رئيس ينتمي لحزب" -
تحدث الاعلام التركي عن بحث الحزب الحاكم فكرة "رئيس ينتمي لحزب" ما يتيح لاردوغان العودة الى صفوف الحزب الذي شارك في تاسيسه، او اقله التعبير علنا عن دعمه.

فالدستور التركي يفرض على رئيس الجمهورية الحيادية، ويلزمه قطع روابطه بجميع الاحزاب السياسية. لذلك ترتب على اردوغان عند انتخابه رئيسا في 2014 ان يغادر العدالة والتنمية.

لكنه قال في رسالة في مؤتمر الاحد ان "روابط القلب معكم لم تنقطع ولن تنقطع يوما".".

كما لم يبد وزير العدل بكير بوزداغ اي التباس بشأن القائد المطلق للحزب، ووصفه بتعبير "حزب طيب" اردوغان.
ونقلت صحيفة خبر تورك عن مصادر في الحزب انه يعمل على حزمة تعديلات دستورية مصغرة تسعى الى تجنب اي صراع على القوى بين الرئيس ورئيس حكومته.

ويرمي التعديل الى الغاء الحكم الموجب بالحياد الرئاسي في الدستور، واستبداله برئيس ينتمي الى حزب، بحسبها.

علق الكاتب عبد القادر سلوي الموالي للحكومة في صحيفة "حرييت" ان رسالة اردوغان الى المؤتمر شكلت انطلاقة حقبة الرئاسة المنتمية الى حزب.

اضاف ان يلديريم لن يكون رئيس الحزب والحكومة فحسب، بل انه ينفذ عملا مهما جدا في شؤون "النظام الرئاسي" و"الرئيس المنتمي لحزب".