كشف عجلان العجلان رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات عجلان وإخوانه تفاصيل مبادرة "مان ديفان" كاملة، مؤكدا أن "مان ديفان" كان يمكن أن تكون قصة نجاح مميزة، كون فكرتها تقوم على التعاون مع الشباب السعوديين لافتتاح محلات تجزئة للملابس كعقد امتياز مع شركة عجلان، عبر التنسيق مع جهتين حكوميتين لتمويل جزء من هذه المبادرة، هما بنك التسليف وصندوق الموارد البشرية.
ونوه إلى أن تعثر المبادرة كان تعثرا كبيرا للشركة قبل أن يكون للشباب، إلا أنه حرص على التعاون مع الشباب وإجراء تسويات ودية مع من وافق، إضافة إلى الاستجابة للقضاء وتنفيذ الأحكام، مشيرا إلى أن ما يقوله هو معلومات مفصلة ودقيقة وأن ديوان المظالم هو الفيصل الوحيد، معلنا احترامه للقضاء السعودي وعدم التفاته إلى أي ادعاءات تثار خارجه.
وفيما يلي نص الحوار:
* نود أن تحدثنا في البداية عن نشأتك وعلاقتك المبكرة مع السوق التجاري.
- ولدتُ في مدينة الرياض في حي الشميسي، درست الابتدائية في مدرسة حسان بن ثابت، وكان والدي يمتلك دكاناً صغيراً في سوق الحساوية بالديرة، وكنت أذهب باستمرار مع والدي إلى السوق قبل أن ألتحق بالمرحلة الابتدائية، وهذا مما نمّى لديّ الحسّ التجاري، وأصبحتُ عارفاً بالبيع والشراء وطريقة تسويق البضاعة وكيفية التعامل مع العملاء والسوق.
أثناء دراستي المرحلة المتوسطة، كنتُ أحضر للسوق بعد صلاة الظهر مباشرة، حيث تغلق أغلب المحلات، ويذهب والدي إلى البيت للراحة حتى صلاة العصر، وعادةً يكون السوق هادئاً في هذا الوقت، وتمر أحياناً أيام لا أبيع فيها شيئاً. واستمررت في العمل في السوق، حينما كنتُ أدرس الثانوية في ثانوية اليمامة، ولما تخرجتُ منها كان أغلب زملائي قد توجهوا للبعثات، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، وكان عليّ أن أتخذ قراراً، إما الذهاب للبعثة أو الدراسة داخل السعودية أو العمل في السوق، فاخترت الأخير، خاصة أنه كانت لدي خبرة في السوق وفي العمل به.
* ما مدى تأثير والدكم على مسيرتكم في أعمال التجارة؟
- عندما تخرجت من الثانوية في عام 1977/ 1978 كان والدي لا يزال يعمل في تجارة الأرزاق، وهي: الهيل والقهوة والرز والسكر والسمن، لكنه قرّر ترك العمل في السوق نهائياً والتوجه إلى مجال بناء المنازل وبيعها، مع الطفرة المالية التي عاشها المجتمع آنذاك. لذلك قررت ترك مجال البيع في المواد الغذائية والتركيز على الملابس، أقصد الشماغ والغترة والثوب والملابس الداخلية والطواقي والعقل وخلافها، ولا شك كان للوالد تأثيرٌ كبيرٌ عليّ، حيث تعلمت منه البيع والشراء والالتزام بالعمل، ولعل أهم شيءٍ زوّدني به هو إعطائي الثقة بلا حدود، مما جعلني أكثر قدرة على اتخاذ قراراتي وعدم التردد في العمل والتعلم من الأخطاء التي تحصل أحياناً، لأن عدم اتخاذ القرار يجعل المشكلة أكبر أحياناً.
خذ القرار والخطأ مقبول إذا انت تتعلم منه، غير المقبول هو أنك تخطئ وتكرر أخطاءك، علّمني والدي أن أكون قائداً في عملي، هذا أعطاني دعماً كبيراً للمستقبل، مرت في حياتي أشياء كثيرة، أعتقد أن الحزم واتخاذ القرار كان مفيداً جداً.
* كيف تصف حالة السوق في ذلك الوقت؟
- أتذكر في ذلك الوقت أن السوق الرئيسي لمدينة الرياض كان الديرة، وكانت الأسواق بسيطة، وترابية، بمعنى أنها ليست معبّدة، وأتذكر أنه قبل صلاة العصر يحضر أحد العمال اليمنيين ومعه قربة ماء يرش أرضية السوق بها حتى يهدأ الغبار عند حضور المتسوقين بعد صلاة العصر، وكان سقف السوق مغطى بالشينكو.
أتذكر التجار آنذاك، وكان منهم صالح وسليمان الراجحي والصانع والشويرخ والمقيرن والحصيني والرصيص والعيسى واليحيى والغيث والزامل والجعيلان والجمعي وغيرهم، وكانت الجفرة مشهورة بالإقراض لمن يحتاج إلى تمويل، ومن الموجودين فيها في ذلك الوقت الجريان والشعلان وغيرهم، وكانت مساحة سوق الديرة حوالي كيلومتر مربع تقريباً، من سوق سويقة من شارع الوزير إلى شارع العطايف إلى شارع الشميسي الجديد إلى شارع الريس الذي اسمه طارق بن زياد الآن، هذي حدوده، وكان أيضاً سوق الزل والمقيبرة والسدرة والسويقة وقيصرية البلدية وسوق الحساوية وقيصرية سعود بن عبد الله وقيصرية ابن كليب وسوق اهل اوشيقر، هذه هي الأسواق، أتذكر أيضاً المنجّم، والسديري للمواد الغذائية، بشكل عام كان السوق بسيطاً جداً بمقاييس هذا الوقت، وكان أكبر التجار يمارس عمله من خلال دكان في السوق، أتذكر في ذلك الوقت الذي كان يمتلك مائة ألف ريال تعتبر ثروة، وكانوا يسمّون المائة ألف (لك)، فلان عنده لك، لكين، ثلاثة لكات. كان دكان الوالد يبعد عن الجامع الكبير عشرين متراً تقريباً، وكانت الإمارة مقابل الجامع، وكان ميدان الساعة.
لاحقا تم هدم السوق القديم، وقد كنت أتمنى لو لم يتم هدمه، وتم الحفاظ عليه بما يحمله من تاريخ وتراث وذاكرة وطنية في مجال التجارة وبناء العلاقات الإنسانية. ليته ظل موجوداً إلى اليوم لتطلع الأجيال الشابة على هذا السوق، وكيف كان.
* كيف انفصلت عن الوالد؟
- كما ذكرت، فإن الوالد في 1978 قرّر مغادرة السوق والتفرغ للعمل في مجال البناء، مع بدايات النهضة العقارية، لكني فضلت الاستمرار في العمل في سوق الحساوية، فضلتُ ذلك على العمل مع والدي وعلى فرصة الابتعاث إلى الخارج. عندما بدأت العمل في السوق، كانت المحلات بسيطة، بدأت بالشماغ والغترة، والثوب، والملابس الداخلية، والعقل، والطواقي، وأشياء مشابهة، أتذكر في تلك الأيام كان هناك ماركات معروفة؛ مثل فانيلة أم بقرة، وكذلك ملابس أوميك، وفانيلة أبو عسكري، أعتقد أن بعض القرّاء يتذكرون هذه الماركات، كذلك طواقي الزري؛ مثل: طواقي أم جنيه، عندما بدأت العمل في السوق كان عمري 17 أو 18 سنة.
وكان نظام السوق في ذلك الوقت، أن الشخص الذي يشتري البضاعة من التاجر بقيمة 5000 ريال مثلاً، ويسدد كل أسبوع 500 ريال، والناس متعارفة على هذا الشيء، بالنسبة لي، عندما اشتريت بضاعة بـ 5000 ريال وبعتها في يوم أو يومين أو أكثر، ذهبت إلى التاجر وسددته بالكامل، فسألني التاجر أن المتبع أن تدفع أقساطاً أسبوعية وأنت تريد أن تسددها دفعة واحدة، فقلت له إنني بعت البضاعة بالكامل أو بعتُ أغلبها مع أرباحها فأستطيع أن أسددك وفعلاً سددته، وهذه الخطوة كانت من أهم أسرار نجاحي، وهو الالتزام، حيث إنني عندما سددت للتاجر حقه كاملاً أصبح يعطيني بضاعة بخصم، تقريباً 10% أو أكثر، وعندما أعطاني هذا الخصم أصبحت أستطيع أن أبيع بسعر تكلفة جيراني.
استمر التزامي مع التجار وأصبحتُ أول من تُعرض عليه البضاعة وأحصل على أفضل خصم، بمعنى أصبح لي أفضلية على الآخرين، وكان السر في ذلك هو الالتزام، أتذكر أيضاً أن كبار الشركات الأجنبية، مثلاً الشركات اليابانية، يزورون التجار في السوق ومعهم مترجمين، بعضهم من لبنان وبعضهم الآخر من الأردن، منهم شركة يابانية تزور كبار التجار باستمرار، وبعد أن رأيتهم عدة مرات حاولت أن أعرف ماذا يبيعون وما هي أسعارهم؟، وكيف يتم الاستيراد؟ فسألت المترجم، وكان اسمه جورج الهاشم، عن طريقة الاستيراد والأسعار وحساب التكلفة، أقصد الشحن والجمارك وخلافها، وأذكر أنه كان سعر الدرزن في ذلك الوقت اعتقد 20 دولارا تقريباً، وعندما أجريت عملية حسابية للتكلفة الإجمالية، وجدت أننا نشتري من السوق بضعف السعر، بمعنى أنني عندما أستورد أحقق ربح 100%، عرفت أن طريقة الاستيراد تبدأ بفتح اعتماد من البنك، ولم يكن لي علاقة مع البنوك، وكانت علاقتي مع مؤسسة صالح وسليمان الراجحي وليس لديها اعتمادات في ذلك الوقت، وطلبت من والدي أطال الله عمره أن يساعدني مع البنك الأهلي في الشميسي، الذي كان في عمارة ابن نصار، مقابل بوابة مستشفى الشميسي، فذهبت إلى البنك الأهلي، وقابلت مديره وفتحت أول اعتماد، أعتقد بـ 20 ألف دولار، وبعت البضاعة بعد وصولها إلى الرياض عن طريق ميناء الدمام في فترة وجيزة، واستمررت في الاستيراد، بعد أن افتتحت الدكان بأشهر، يمكن 6 أشهر، انضم الأخ سعد رحمه الله معي، ثم بعدها بقليل انضم الأخ محمد، واستمرينا الثلاثة بالعمل معاً، بعدها بأربع أو خمس سنوات انضم الأخ فهد لنا، واستمرينا في العمل معاً، وعندما انضم سعد ومحمد، فتحنا الدكان الثاني مع سعد، والثالث مع محمد، وأصبح لدينا عدة محلات، وكنا نفتح محلاتنا بأنفسنا ومفاتيح دكاكيننا بجيوبنا، ولا نعتمد على أحد، حتى مفاتيح المستودع كانت معنا، وكان أحدنا يذهب إلى المستودع ويحضر البضاعة، استمررنا بالعمل في محلاتنا، ثم فتحنا محلا في الدمام، وفي جدة، وكانت التجارة عادية، حتى عام 1990 حرب الخليج.
* ما الذي حدث بعد عام 1990م في عالم الماركات؟
- عام 1990 كان نقطة تحوّل في مسيرة عجلان وإخوانه، وعلى فكرة، مسمى "عجلان وإخوانه" هي ترجمة لكوننا أربعة إخوة، وكان يفترض أن يكون الاسم: شركة عجلان بن عبدالعزيز العجلان وإخوانه، وكان هذا الاسم طويلاً، ومن الصعب أن يكون ماركة تجارية، مع البحث والتفكير وصلنا إلى مسمى "عجلان وإخوانه"، واليوم أصبح هذا الاسم التجاري معروفاً على مستوى العالم العربي والمستوى العالمي للمؤسسات المالية والبنوك العالمية.
بعد حرب 1990 وعندما بدأت القنوات الفضائية تطورت ثقافة الماركات، وأصبح المستهلكون يبحثون عن الماركة، وأصبحتْ حصتنا السوقية كبيرة، كان لزاماً علينا تكوين ماركات خاصة بنا ومحميّة من قبل وزارة التجارة، كان أمامنا طريقان؛ إما أن نبحث عن توكيل عالمي، وكانت العلامات الكورية مشهورة في ذلك الوقت، أو نصمّم ونبتكر علاماتنا الخاصة ونسجلها بشكل رسمي، فاخترنا الحل الثاني، وابتكرنا علامة دروش المشهورة الآن والمعروفة في السوق السعودي والخليجي والعربي، وعملنا على تطوير ودعم هذه الماركة من عام 1990 حتى اليوم، واستثمرنا في تطوير وترويج هذه العلامة أكثر من 100 مليون ريال، واليوم تبلغ حصتنا في السوق أكثر من 50% من السوق السعودي للملابس الداخلية، كما أنشأنا ماركات أخرى مشهورة مثل ماركة بروجيه وماركات أخرى كثيرة يقدر عددها بمائة ماركة، سجلناها على مستوى العالم، واستمررنا في العمل بعد عام 1990 وتطور عملنا وازدادت فروعنا، وكنا نستورد من اليابان، وعندما ارتفعت أسعار العملة في اليابان انتقلنا إلى كوريا الجنوبية، وعندما ارتفعت أسعار العملة في كوريا الجنوبية انتقلنا إلى الصين، وكانت طلبياتنا كبيرة، وكانت الشركات التي نستورد منها متعبة في بعض الأحيان من خلال التأخر في الشحن، أو ضعف الجودة، فقررنا أن نفتح مصانعنا الخاصة، وبذلك استطعنا أن نحصل على الجودة المطلوبة التي تضاهي المنتجات الأوروبية في سويسرا أو انجلترا.
* متى أنشأتم المصانع الخاصة بكم في الصين؟
- في عام 2000 تقريباً أنشأنا مصانعنا الخاصة، حيث كانت لدينا طلبيات كبيرة والمصانع الصينية لا تنتج الكميات التي نطلبها ولم تكن بالجودة المطلوبة، كما كانت تعاني من التأخر في الشحن، وكانت لدينا مشاكل معهم، لذلك قررنا إنشاء مصانعنا الخاصة، واليوم والحمد لله نملك مصانعنا 100% ولدينا حوالي 6000 عامل، ولدينا أيضاً استثماراتٌ على مساحات كبيرة وهائلة، ونستطيع تحقيق الجودة والسعر المناسب لنا.
* ماذا عن خارطة استثمارات "عجلان وإخوانه" اليوم؟
- تستثمر شركة "عجلان وإخوانه" اليوم في الملابس والمنسوجات، وهي أكبر شركة في المملكة بهذا المجال، وتتواجد الشركة في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية ودول الخليج، ومنتجاتنا موجودة في أفريقيا، وفي دول الشرق الأوسط جميعاً، وفي نفس الوقت لدينا استثمارات في كل القارات، لدينا استثمارات في الولايات المتحدة الأمريكية في المجال العقاري، ولدينا استثمارات في أوروبا، وفي ألمانيا وبريطانيا وسويسرا، ولدينا استثمارات في الهند، وفي الصين، وفي سنغافورة، واستثماراتنا متعددة في جميع أنحاء العالم تقريباً، ونستثمر في الشركات الخاصة، ونستثمر في التعليم والصحة في أماكن متعددة في العالم.
* كيف بدأ اهتمامك بالكتاب؟ ولماذا مكتبتك الخاصة في المكتب وليست في المنزل؟
- بدأت الاهتمام بالكتاب والقراءة، حينما كان عمري حوالي 5 سنوات أو ما شابه ذلك، حيث كانت والدتي أطال الله عمرها تستمع كل يوم إلى إذاعة الرياض، وكانت الإذاعة تبثُ يومياً مسلسل عنترة بن شداد، وكنت أستمع لهذا المسلسل يومياً، فعشقت قصة عنترة بن شداد. بعدها بسنوات، كنت مع والدي في السوق، ورأيت في أحد المحلات، كتبا عن عنترة بن شداد، فطلبت من والدي شرائها، وانكبيت على قراءتها في فترة وجيزة، ومن ذلك الوقت وأنا أعشق القراءة وأجد نفسي سعيداً بهذه الهواية الجميلة، التي تصحبني في سفري وإقامتي.
أتذكر من الكتب التي قرأتها وفتحت لي آفاقا كثيرة في القراءة هو كتاب أنيس منصور "في صالون العقاد كانت لنا أيام"، وكان كتاباً رائعاً، كذلك كتاب "قصة الفلسفة" لـ (ول ديورنت) وأجزاء كبيرة من "قصة الحضارة" لنفس المؤلف، كذلك من المصادر الأصلية التي قرأتها "تاريخ الطبري"، وكانت قراءته ممتعة. أما بخصوص مكتبتي، فهي بالفعل موجودة في الشركة وتحتوي على أكثر من خمسة آلاف كتاب، وقد كانت في البيت قبل أن تقرر زوجتي إجلاء هذه المكتبة وذلك بزعم أنها تضيّق المكان.
* ما مدى رضاكم عن الدور الاجتماعي الذي تقوم به شركة عجلان وإخوانه؟
- بطبيعة الحال، لدينا دور اجتماعي نقوم به، ولم ولن أتحدث عنه، وفي كل الأحوال، مهما عملنا سنظل مقصرين كرجال أعمال، ونحن مطالبين بمزيد من العمل لخدمة هذا الوطن وأهله الذي أعطانا الكثير، ونأمل أن يكون هناك تعاون بين وزارة العمل والتنمية الاجتماعية ورجال الأعمال في كل المناطق، حيث إن الوزارة تملك المعلومات والاحتياجات لكل منطقة على حدة، مما يساعد في التركيز على الأعمال الاجتماعية المطلوبة وتوجيه التبرعات لها. وأعتقد أن هذا أصبح مطلباً ضرورياً وملحاً وعلى رجال الأعمال والتجار التعاون مع الحكومة في هذا المجال، وهو جزء مهم من رؤية السعودية 2030 التي أعلنها سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
* ما هي قصة مان ديفان
- مان ديفان كان يمكن أن تكون قصة نجاح ممتازة، فكرتها ببساطة تقوم على التعاون مع الشباب السعوديين لافتتاح محلات تجزئة للملابس كعقد امتياز مع شركتنا، نسقنا مع جهتين حكوميتين لتمويل جزء من هذه المبادرة، بنك التسليف يمول تجهيز المحلات، و صندوق الموارد البشرية يمول رواتب للشباب لفترة 26 شهرا، و هي المدة المتوقعة لنضوج هذا النوع من محلات التجزئة، من جهتنا نحن نقوم بتوفير البضائع بموجب عقد الامتياز.
* هل صحيح أن هدفكم التجاري كان استغلال الشباب لتوزيع منتجاتكم بتمويل من التسليف والموارد؟
- لدينا حجم عمل لا يجعلنا تجاريا نستهدف هذا النوع من المبادرات هذا من الناحية العملية، كنا بحاجة لتوسيع شبكة توزيعنا بالشراكة مع الشباب، وتوسيع الشبكة لا قيمة له إذا لم يكن مستقرا و مستمرا و متوسعا، و بناء على ذلك فإن أهدافنا التجارية كانت متطابقة مع أهداف مبادرة مان ديفان. أما تمويل بنك التسليف و صندوق الموارد فهي متاحة للجميع و ليست حكرا على أحد.
* هل وقفتم موقف المتفرج و الشباب يفشلون في محلاتهم؟
- لقد كان تعثر المبادرة تعثرا كبيرا لنا نحن قبل الشباب، لذلك حرصنا و تعاونا بكل ما نستطيع، و حرصنا على التسويات الودية مع من وافق على ذلك، و استجبنا للقضاء و نفذنا الأحكام.. أستطيع القول إن شركتنا عملت كل ما بوسعها لنجاح المبادرة و لتقليل تداعيات تعثرها حين تعثرت وقد تكبدنا خسائر مادية حتى الآن بقيمة 52 مليون ريال كما أن الخسائر المعنوية أكبر من ذلك بكثير .
* هل صحيح أنكم رفعتم كلفة ديكورات المحلات وحصلتم على تمويل بنك التسليف لصالحكم؟
- هذه معلومات باطلة من أساسها، كل شاب يستطيع الاختيار من بين مجموعة شركات مؤهلة لعمل الديكورات، و تمويل التسليف و صندوق الموارد تدفع للشباب مباشرة وليس لنا صلة بها أبدا.
* مصادر عديدة في مواقع التواصل قالت إن بنك التسليف والادخار مول المشروع بمبلغ 600 مليون ريال
- كل ما دفعه بنك التسليف لا يتعدى 39 مليونا، و قد قمنا بسداد ما يقارب 14 مليونا بناء على أحكام من ديوان المظالم مبني على فهم الديوان لعقد الامتياز ونفذنا ذلك. ونريد الإشارة أيضا إلى أن بعض الكتاب في وسائط التواصل الاجتماعي هداهم الله أخذوا الاتهامات التي ذكرت في الحملة علينا كحقائق بدون التثبت من صحتها.
* هل صحيح أنكم صرفتم مخزونات بضائع على هؤلاء الشباب و تورطوا بها لرداءتها؟
- لقد كانت خطة المبادرة من أساسها هي بناء تعاون مع الشباب لتكوين شبكة توزيع ناجحة و مستقرة، و يستحيل أن تغامر شركة بحجم شركتنا في السوق أن تساهم في بناء شبكة توزيع و تقتلها بتصريف مخزونات متعثرة! الجواب المختصر أبدا لم نستغل مان ديفان لتصريف أي مخزونات بل تعاملنا بنية صادقة.
* ما سر هذه الضجة الكبيرة في مواقع التواصل؟
- بدون شك أن تعثر مبادرة بمئات المحلات يعتبر حدثا مؤلما ومثيرا، ونحن شاركنا بوقتنا ومالنا وحاولنا تخفيف الضرر بقدر الإمكان. لكن لا أفشي سرا إذا قلت أننا رصدنا تنسيقا بين منافسين وأصوات في مواقع التواصل الاجتماعي مما يصنف من ضمن الجرائم المعلوماتية.
* هناك بعض القراء يشكك في المعلومات التي تعلنها الشركة..
- المعلومات التي أقولها هي معلومات دقيقة، والفيصل الوحيد في هذا الموضوع هو الدائرة التجارية الأولى في ديوان المظالم وهي المسئولة عن هذا الموضوع برمته، ونحن نحترم ونقدر القضاء السعودي ولا نلتفت لأي ادعاءات خارج نطاق القضاء، وأكرر أننا في انتظار إنهاء بقية القضايا خلال ثلاثة أشهر وسوف ننفذها فور صدورها سواء لنا أو علينا.