رفض علماء في الأزهر الدعوات التي تطلق من جماعات ودول للتظاهر خلال أداء شعائر موسم الحج. وقال العلماء إن «إثارة الشغب والفوضى ورفع الشعارات السياسية خلال الحج أمور تخالف المقصد الشرعي للركن الخامس من أركان الإسلام، وتفتح أبواب الشر والفتنة، وهي محرمة شرعا».

وأكد الدكتور شوقي علام، مفتي مصر، أن «المظاهرات في مناسك الحج هي أمر محرم شرعا، وبدعة من بدع الضلالة، لأنها مدعاة للفرقة والتنازع والجدال.. وكل ذلك منافٍ لمقصود الوحدة وإخلاص العبادة لله».

من جانبه، قال الدكتور محمود مهنى، عضو هيئة كبار العلماء بمصر، إن «التظاهر أثناء أداء مناسك الحج استغلال لفريضة الحج استغلالا سياسيا، ويدخل في الإشراك في العبادة، لأن العبادات لا بد أن تؤدى صافية عن أي شيء آخر، ولم يبح الله تعالى إلا التجارة وقت الحج، وهي نعمة من الله أن جعل هذا التجمع الكبير جدا من أطراف الدنيا سببا لأن يستفيد بعضهم من بعض. وأضاف، لـ«الشرق الأوسط»، أن اتخاذ موسم الحج للتظاهر يؤدي إلى الاختلافات بين الحجاج، والله قال في الآية الكريمة «فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج»، لافتا إلى أن التظاهر في الحج يؤدي إلى فتنة كبرى.

وقال مهنى، وهو أستاذ متفرغ بكلية أصول الدين جامعة الأزهر، إن «إثارة الشغب والفوضى والمظاهرات في الحج، ورفع الشعارات السياسية وخلافها، تخالف المقصد الشرعي للركن الخامس من أركان الإسلام»، مشددا على أن الحج يجب أن يظل في إطار العبادة الروحية الخالية من أي شيء خارج عليها سواء كانت مظاهرة أو شغبا أو فوضى أو إظهارا لشعار سياسي.

وأكدت فتوى «الإفتاء» المصرية، أن «السماح بمثل هذه المظاهرات فيه فتح لأبواب الشر والفتنة وذريعة لاحتشاد أهل الفرق والأهواء وأصحاب البدع في مناسك الحج، بدعوى نصرة الحق ومحاربة الباطل».

واعتبرت الفتوى أن توزيع الشعارات السياسية ورفعها في الحج مدعاة للجدال المحرم شرعا في الحج، فقد يعارضها أكثر المسلمين، وإذا وزعت مثل هذه الشعارات حصل القيل والقال وكثر الحديث والجدال، وقست القلوب، وانتهض الناس لانتقادها والرد عليها، وسعوا في رفع الشعارات المضادة لها، فتصير المناسك محلا للجدال والخلاف والتنازع والترامي بالتهم والخصومات والأحقاد التي لا يرضاها الله تعالى.