قال رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، إن بلاده قامت بتطبيع علاقاتها مع دول اختلفت معها خلال الفترة الماضية (في إشارة لروسيا وإسرائيل)، معربًا عن أمله في انتهاء الحرب في سوريا وعودة الحياة إلى طبيعتها في العراق ومصر.
جاء ذلك في كلمة ألقاها يلدريم، مساء أمس الجمعة، خلال مشاركته في مراسم افتتاح مجموعة مشاريع خدمية، ومأدبة إفطار، بولاية هطاي (جنوب)، بحضور جمعٍ من المواطنين الأتراك واللاجئين السوريين.
وبدأت بوادر تطبيع العلاقات التركية الروسية، عقب إرسال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، رسالة إلى نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، بداية الأسبوع الجاري، أعرب فيها عن حزنه حيال إسقاط الطائرة الروسية العام الماضي، من قبل الدفاعات التركية، وتعاطفه مع أسرة الطيار القتيل.
والإثنين الماضي، اُعلن عن توصل الطرفين الإسرائيلي والتركي إلى تفاهم حول تطبيع العلاقات بينهما، وقال يلدريم، إن تل أبيب، نفذت كافة شروط بلاده لتطبيع العلاقات التي توترت بعد اعتداء الجيش الإسرائيلي عام 2010، على سفينة "مافي مرمره" التركية أثناء توجهها ضمن أسطول الحرية لفك الحصار المفروض على قطاع غزة، وقتلت 9 نشطاء أتراك في المياه الدولية، وتوفى ناشط عاشر لاحقًا، متأثرًا بجراحه.
كما دعا رئيس الوزراء التركي، في كلمته، المجتمع الدولي، إلى التصدي للإرهاب ومكافحته، والعمل على استتباب الاستقرار في المنطقة، مشيرًا إلى مقتل نحو نصف مليون شخص في سوريا، منذ اندلاع الحرب بها قبل نحو 5 أعوام.
وتساءل في هذا الإطار "هل من رابح من سفك هذه الدماء؟"، مستطردًا "لا أحد، لذلك يجب أن يتوقف سيل الدماء في سوريا والعراق، واليمن، وفلسطين وكل بقعة على هذه الأرض". وقال مخاطبًا السوريين "تحتفلون بهذه الليلة المباركة (ليلة القدر) بعيدًا عن أحبائكم وموطنكم (..) أتمنى أن يجمع شملكم مع أقربائكم في رمضان المقبل".
وشدد يلدريم، على أن الولايات المتحدة، وروسيا، وأوروبا يتحملون مسؤولية كبيرة في إيقاف هذه الدماء، مؤكدًا مواصلة تركيا في بذل الجهود في سبيل إنتهاء الخلافات والحروب في المنطقة.
وفي الشأن الداخلي، وحول تكلفة المشاريع الخدمية التي افتتحها اليوم، قال يلدريم، إن "تجاوزت قيمتها 400 مليون ليرة تركية (نحو 137 مليون و874 ألف دولار). وأكد رئيس الوزراء، أن "نمو تركيا، بمثابة ضمان لأمن واستقرار المنطقة برمتها"، معربًا عن شكره للمواطنين الأتراك في هطاي، حيال موقفهم الإنساني في احتضان اللاجئين السوريين.