يوافق اليوم 28 تموز/يوليو اليوم العالمي لالتهاب الكبد الوبائي، إذ يعد هذا هو العام الـ13 لإحياء الحدث في يوم خاص، وذلك بعد اعتماده من قبل جمعيات المرضى الأوروبية والشرق أوسطية في الأول من أكتوبر 2004.

فيما جرى إحياؤه لأربع سنوات فقط بهذا التاريخ، قبل أن يتم تحويله إلى تاريخ 19 مايو/أيار في العام 2007، إذ احتفلت به جمعيات المرضى في أيام مختلفة.

وذلك إلى تم تغييره مرة أخرى في العام 2010 ليوافق اليوم 28 تموز/يوليو، إحياءً لذكرى ميلاد مكتشف فيروس B ومستحدث أول لقاح ضد التهاب الكبد، العالم باروخ صمويل بلومبرغ الحاصل على جائزة نوبل.

400 مليون شخص مُصاب بالمرض.. والنسبة الأعلى في مصر

بحسب تقرير أصدرته منظمة الصحة العالمية هذا العام، أكدت أن نحو 400 مليون شخص على مستوى العالم، مصابون بالتهاب الكبد الوبائي، مؤكدةً أن أي شخص في هذا العالم معرض لمخاطر الإصابة بهذا المرض، فيما تشير التقديرات إلى وجود نحو 240 مليون شخص مصابين بصورة مزمنة بالتهاب الكبد B.

هذا وقد سجلت مصر أعلى معدل في انتشار الالتهاب الكبدي الوبائي في العالم، إذ يُصاب أكثر من نصف مليون شخص بالفيروس للمرة الأولى كل عام، وذلك بحسب دراسات، إلا أن وزارة الصحة والسكان المصرية قدرت الأعداد بنحو 100 ألف شخص.

وتُعادل نسبة الإصابة بالمرض عشرة أضعاف مقارنةً بأوروبا وأميركا، وكان الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، قد أعلن عن إصابة 12 مليون مصري بفيروس سي من أصل 90 مليون مصري، وذلك في التعداد السكاني الذي أصدره الجهاز نهاية العام الماضي.

خرافات حول الالتهاب الوبائي

لعلك سمعت كثير من المعلومات الخاطئة حول الالتهاب الوبائي خلال السنوات الماضية، ولكن حان الوقت للتعرف على حقيقة الخرافات التي تحيط بهذا المرض المنتشر في كثير من دول العالم.

1. فيروس الكبد الوبائي C يعيش خارج جسم الإنسان لأسابيع طويلة، على عكس ما يظنه البعض، ولتطهير الأسطح يمكنك استخدام 1 معيار من مبيض الملابس مقابل 10 معايير من الماء.

2. التهاب الكبد الوبائي C لا ينتقل بالاتصال الجنسي إلا في حالات نادرة خاصة لمتعددي العلاقات الجنسية، بحسب مراكز مكافحة الأمراض والعدوى.

3. الوشم ليس وسيلة تجميل آمنة، ويمكن أن يساهم في نقل العدوى.

4. يظن البعض أن الالتهاب الكبدي الوبائي B ينتقل بتناول الأغذية الملوثة، ولكن الحقيقة أنه ينتقل أيضا باستخدام الأدوات الشخصية للآخرين الذين يحملون العدوى.

5. الالتهاب الكبدي الوبائي لاينتقل وراثياً، ولكن يمكن للأم الحامل أن تنقله لوليدها أثناء الولادة وليس خلال شهور الحمل.

كيف تقي نفسك من الإصابة بالمرض؟

ما يقارب من 95% من الأشخاص الذين يعانون من التهاب الكبد لا يعلمون أنهم مصابون بالعدوى، فيما يعرف 5% فقط من الذين يعانون من حالة مرضية مزمنة بمرضهم، ويرجع هذا إلى تكلفة وتعقيد اختبارات التهاب الكبد، وأيضاً بسبب ضعف القدرات المعملية في عديد من الدول، وذلك بحسب ما أكدته منظمة الصحة العالمية.

لذلك من المهم التوعية حول المرض، والحرص على الوقاية منه، إذ يوجد خمسة فيروسات تُسبب الإصابة بالتهاب الكبد، ويُشار إليها بالحروف A وB وC وD وE، فيما يؤدي الإصابة بتلك الفيروسات إحداث أمراض بالكبد.

1. توخي الحذر في عمليات نقل الدم، إذ تُعد من الأسباب المباشرة والرئيسية للإصابة بهذا المرض، ويمكن توقي انتقال فيروسي B وC بفرز الدم المستخدم قبل عملية نقله.

2. يُمكن الوقاية من فيروس A وB عن طريق لقاحات مأمونة ومنتشرة تقريباً بكل الدول، كما توجد استخدام معدات حقن معقمة تحمي من انتقال فيروسي B وC.

3. الاهتمام بتناول أغذية ومياه من مصدر مأمون، للوقاية من فيروسي A وE.

4. الاهتمام أيضاً بنظافة اليدين خاصةً بعد استخدام المراحيض أو تغيير حفاظات الأطفال.

5. يُفضل إجراء فحوصات للتشخيص المبكر للمرض، خاصةً لهؤلاء التي تظهر عليهم أعراض المرض.

ويُمكن أن تظهر أعراض المرض مثل اليرقان (اصفرار البشرة والعينين)، وتغير لون البول إلى اللون الداكن، والشعور بالتعب الشديد والغثيان والتقيّؤ، وكذلك المعاناة من الآلام البطنية، وفي بعض الأحيان يحدث المرض دون ظهور أعراض على المُصاب.

العلاج ممكن

أما لهؤلاء الذين يعانون من المرض، فالعلاج ممكن وبسيط في كثيرٍ من الأحيان، إذ يمكن علاج أكثر من 90% من المصابين بالتهاب الكبد C من الفيروس في غضون 3-6 شهور.

كما طمأنت منظمة الصحة العالمية، بأن العلاج المناسب لالتهاب الكبد B وC سيحول دون ظهور مضاعفات خطيرة مثل تليف الكبد وسرطان الكبد. لافتةً إلى إمكانية إنقاذ حياة 7 ملايين شخص في الفترة بين 2015-2030 عن طريق توزيع نطاق العلاج، إذ يمكن للأدوية المضادة للفيروسات شفاء 90% من المصابين بعدوى التهاب الكبد.