عندما يسجل يوسف السالم هدفاً، فإنه حتما سوف يكشف عن قميصه الداخلي الذي يثير المتاعب بسبب عبارة الـ"F16" والتي ارتبط بها اللاعب عند مراسم الفرحة، ولكن العلامة الحربية تشير إلى طائرة مقاتلة نفاثة تعتمد عليها القوات الجوية الأميريكة وهو ما اعترض عليه الإيرانيون قبل 4 أعوام.

في فبراير 2012، سجل السالم هدفا في مرمى فريق الاستقلال ورفع قميصه الشهير أمام 60 ألف متفرج إيراني، ما دعا البرلماني الإيراني علي رضا دهقاني أن يعتبر ذلك استفزازا ونوع من التهديد بصفة غير مباشرة، ضمن تصريحات افتقدت للحكمة وخلفت سخرية في أوساط الجماهير الرياضية.

بعد تلك الحادثة بعام كامل، لعبت السعودية أمام منتخب إندونيسيا واعتمد يومها مدرب الأخضر لوبيز كارو في خط الهجوم على يوسف السالم الذي أحرز هدف التعادل والفوز في مباراة مثيرة، وهو ما جعل النقاد يصنفون صاحب الـ31 عاماً (أفضل لاعب) في المواجهة الآسيوية ضمن مستويات لافتة قدمها رأس الحربة مع ناديه الاتفاق والمنتخب الوطني.

ليلة البارحة، أذاع الهلاليون خبر انفصالهم رسمياً عن السالم بعد 3 سنوات استطاع خلالها يوسف من تسجيل 10 أهداف فقط، ويقول اللاعب نفسه لـ"العربية.نت" عن تجربته قائلا:ً "استفدت من تجربتي الزرقاء من احترام الجماهير وثقة الإدارة واللاعبين، هناك تعاملت مع أميرين رائعين، عبد الرحمن بن مساعد ونواف بن سعد". وحول سبب غيابه عن مشاركته كأساسي أثناء تواجد المدرب السابق سامي الجابر: "أتيت إلى الهلال وأنا نجم السعودية الأول، من أوصى بالتعاقد مع كان سامي ولكنه لم يشركني كثيراً ولا أعلم السبب ولكنني أحترم طريقته الفنية".

لا ينسى السالم مع الهلال ليلة نهائي آسيا أمام سيدني الأسترالي، وكشف عن قلبه متحدثاً عن الألم الكبير الذي ما زال يسكنه: "كان يفترض أن نفوز في مباراة سيدني، وكنت أتوقع من المدرب الروماني ريجكامب أن يشركني في المباراة، ولكنني تفاجئت عند الدقيقة الـ70 حينما أنزل زميلي المدافع عبد الله الزوري على الرغم من اعتماد الفريق على الكرات العرضية واحتياجهم لتواجدي داخل منطقة الجزاء، لقد كانت أسوأ لحظة في مسيرتي الكروية".

يوسف المولود في مدينة الخبر شرقي البلاد عام 1985، يتذكر أيامه الأولى في حي الشعلة حينما بدأ ممارسة لعبة كرة القدم، وعندما التحق بأكاديمية القادسية عارضه أشقائه الأربعة مطالبين بضرورة إكماله تعليمه الأساسي وهو ما فعل لاحقاً: "أخواني لم يكونوا راضين عني، طلبوا مني ترك الكرة والاهتمام بالدراسة ولكن وجدت دعم من قبل الوالدين، لا أتخيل أبداً نفسي سوى أن أكون لاعب كرة قديم، لو لم أحترف المهنة لربما أصبحت طبيب أسنان".

ارتدى يوسف السالم أو الـ"F16"، قمصان القادسية والشباب والاتفاق، وبعد أن خالص نادي الهلال وبات حراً مع انطلاقة الموسم الرياضي، لا يبدو أنه جازماً حول وجهته المقبلة، إذ ختم حديثه بقوله: "احتاج إلى خمسة أيام حتى أحدد لون القميص الجديد، لدي عدة عروض وأنا أناقشها برفقة وكيل أعمالي أحمد القرون".