أثار الكشف عن معلم مسيحي، يبلغ من العمر 85 عاماً، يقوم بتحفيظ الطلاب أجزاءً من القرآن الكريم بقرية طهنا الجبل، محافظة المنيا، بصعيد مصر، ضجة إعلامية، ونشرت صحف ومواقع مصرية تصريحات وصوراً للمعلم، خصوصاً ان القرية التي يقيم بها، ربطتها وسائل اعلام بأحداث فتنة طائفية مفتعلة في أوقات سابقة.
وقال المعلم، واسمه عياد حنا شاكر، في تصريحات إعلامية إن «البداية كانت انشاؤه (كتّاباً) لتعليم الأطفال الحساب واللغة العربية، والدين الاسلامي والمسيحي، وإنه حفظ القرآن الكريم عن والده الذي كان يخطب في الجنازات والمآتم». ونوّه شاكر الى أن «(طهنا الجبل) على ايامه لم يكن بها سوى ثلاثة متعلمين، ما جعل لما كان يفعله أهمية كبيرة»، ويذكر ان عدد سكان «طهنا الجبل» بلغ 7387، طبقاً لإحصاء 2006.
وقد مثّل ظهور قصة عياد شاكر في «طهنا الجبل» بادرة ايجابية مهمة، لتعزيز التسامح في القرية التي شهدت توترات طائفية قام إثرها مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام وبيت العائلة، بتوجيه رسائل للمّ الشمل واحتواء الموقف.
وقال الصحافي وعضو مؤسسة «الصعيد الجديد»، الاعلامي يحيى موسى، لـ«الإمارات اليوم»، إن هذه الواقعة ليست جديدة، فهناك وفي محافظة المنيا ايضاً بلدة «قرارة» التي تميزت بأن اهلها المسيحيين يحفظون القرآن الكريم، مثل المسلمين بالضبط، لدرجة ان بعضهم يحفظ منه أجزاء عدة، وبعضهم يقرأه في المقابر.
كما أن الزعيم الوفدي الراحل مكرم عبيد كان يحفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب، ويستشهد به في خطبه العامة، فمجتمعاتنا الاسلامية عرفت دوماً قيمة التسامح، وكان مكرم عبيد يكرر دوماً «أنا مسيحي ديناً، لكني عربي ومسلم وطناً».
ودعا موسى الإعلام إلى ابراز هذا الجانب في مجتمعاتنا، خصوصاً في الوقت العصيب الجاري الذي تسعى فيه قوى خارجية الى تفتيت مجتمعاتنا وشرذمتها، عرقياً ودينياً ومذهبياً واجتماعياً، على مختلف الصعد.