لم يستغرب شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، ولا مفتي مصر شوقي علام، ولا وزير الثقافة المصري حلمي النمنم، ولا خبراء شؤون الجماعات الإسلامية، افتراءات مرشد نظام الملالي في طهران علي خامنئي التى أطلقها أمس، زعم فيها أن ضيوف الرحمن يتعرضون للظلم، وقالوا لـ «عكاظ»: هذه الافتراءات تنسجم مع سلوك نظام إيران المتربص بالمسلمين والمتآمر على وحدة الأمة، مثمنين تنظيم المملكة لموسم الحج وخدمتها ورعايتها للحرمين الشريفين وضيوف الرحمن، مؤكدين أن المملكة هى الأقدر على رعاية الحجيج وهى الأولى بهذه المهمة المقدسة، لافتين إلى أن جهود قادة المملكة على مدار عقود طويلة مشهود لها بالتقدير والاحترام من العالم أجمع فى توسعة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، وعمليات التطوير العلمى التي تجري بأعلى مستويات الدقة، إلى جانب ما توفره من خدمات لا نظير لها للحجاج والمعتمرين.

ووصفوا دعوة خامنئي بـ«المشبوهة والمغرضة»، وأعربوا عن استهجانهم البالغ لها، محذرين من استخدام مثل هذه الدعوات التي تستغل شعائر الله في إثارة النعرات الطائفية لتحقيق أهداف سياسية تفتح باباً للفتنة يجب إغلاقه فوراً.

ووصف الدكتور أحمد الطيب دعوة خامنئي بـ «الدعوة الباطلة التي لا يقبل بها مسلم في العالم، لأنها تستهدف إثارة النعرات الطائفية والمذهبية التي تؤدي إلى تفريق وحدة المسلمين بالزج بشعائر الله المقدسة في أغراض سياسية دنيوية»، مضيفاً ان مثل هذه الدعوة الإيرانية تخالف المنهج الإسلامي القويم الذي يستند إلى وحدة وتماسك المسلمين خصوصاً في موسم الحج الذي هو رمز حقيقى وعملي لوحدة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.

ولفت إلى أن الله تعالي نهى في محكم كتابه عن الفرقة والاختلاف لقوله تعالي من سورة آل عمران «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَة اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ».

وتابع موسم الحج فرصة عظيمة للتأليف بين قلوب المسلمين، فلا ينبغي أن تضيع ثمارها الإيمانية بمثل هذه الدعوات المشبوهة، وشدّد على أن المملكة لم تدخر وسعا في توفير الأمان والراحة للحجيج ليؤدوا مناسكهم بيسر وسهولة.

من جهته، وصف مفتي مصر الدكتور شوقي علام دعوة المرشد الإيراني، بأنها دعوة سياسية تستهدف إثارة القلاقل ضد المملكة وضد الحجاج، وقال: إن استغلال شعائر الله العظيمة في إثارة النعرات الطائفية يفتح باب الفتن التي تضر بالأمة الإسلامية، وتشوه صورة الإسلام والمسلمين في وقت تعاني فيه الأمة الإسلامية من انتشار الأفكار الظلامية والإرهابية المتطرفة.

وحذر من هذه الدعوة وقال إنها فتنة مغرضة تعمل على تفكيك الأمة الإسلامية، داعيا للتصدي لها بكل قوة وحزم، خصوصاً أن المملكة العربية السعودية ترعى حجاج بيت الله ومعتمريه على أكمل وجه يرتضيه المسلم ويرضاه رب العالمين.

ووصف وزير الثقافة المصري حلمي النمنم الدعوة التي أطلقها خامنئي بالزوبعة في فنجان التي لا ينبغي أن يلتفت إليها لأن أهدافها المشبوهة معروفة، وقال وزير الثقافة المصري: عانت المملكة من الأفكار الهدامة التي يطلقها ملالى إيران لإثارة القلاقل.

وأكد عضو هيئة كبار العلماء الدكتور أحمد عمر هاشم، أن المملكة تخدم الحجيج كل عام وتعتني بهم، وتقدم لهم خدمات لا نظير لها، معلنا رفضه القاطع لدعوة خامئني، كونها تفتح بابا جديدا من أبواب الفتنة يجب إغلاقه فورا، لافتا إلى أن هذا الطرح أمر سياسي وراءه أفواه مشبوهة.

وأكد مفتي مصر الأسبق عضو هيئة كبار العلماء الدكتور نصر فريد واصل، أن الأزهر الشريف يرفض بشدة أي دعوات لتدويل الإشراف على موسم الحج؛ لأن مثل هذه الدعوات المغرضة تهدف إلى نشر الفتن وإثارة القلاقل والنعرات الطائفية في العالم الإسلامي، مثمنا جهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في خدمة ضيوف الرحمن، مضيفاً أن الحج من أعظم شعائر الإسلام، وأحد أركانه الخمسة، واستغلال هذه الفريضة لأغراض سياسية وإثارة النعرات والفتن الطائفية أو لتحقيق أهداف ومآرب لا علاقة لها بمقاصد الحج الشرعية، أو أي أمور أخرى تخرج هذه العبادة عن مقاصدها حرام شرعا ويخالف أحكام الشريعة الإسلامية الصريحة فى هذا المجال.

وأكد أن الأزهر الشريف وجميع المسلمين على وجه الأرض يؤيدون مواقف المملكة وحرصها الشديد على أمن واستقرار موسم الحج وكل ما تتخذه من إجراءات لضمان تحقيق ذلك، من جانبه، أكد عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف الدكتور محمد رأفت عثمان لـ «عكاظ»، أنه لا يجوز شرعا استخدام فريضة الحج لتحقيق أهداف وأغراض سياسية لأن هذا حرام شرعا، مؤكدا على ضرورة فهم مقاصد العبادات في الإسلام وبخاصة فريضة الحج، لأنه ركن أساسي من أركان الإسلام، أما استخدام الشعارات السياسية والنعرات الطائفية فهي تخرجه عن المنهج الإسلامي، وهو أمر مرفوض شرعا بكل المقاييس. وأكد أن استغلال تجمع الحجيج في الأراضي المقدسة للدعاية السياسية أمر لا صلة له بالإسلام.