قالت كوريا الشمالية إنها اجرت الجمعة "بنجاح" خامس تجاربها النووية، وذلك في تفجير وصفته كوريا الجنوبية بأنه الاكبر من نوعه.
وأثارت التجرية التي وصفت بأنها الأكبر لكوريا الشمالية غضبا دوليا واسعا.
وجاء الإعلان عن التجربة بعد ساعات من رصد نشاط زلزالي بالقرب من موقع إجراء التجربة.
وأعربت كوريا الجنوبية عن قلقها من أن حجم الهزة التي احدثتها التجربة يظهر أن جارتها الشمالية حققت تقدما كبيرا فيما يتعلق بأنشطتها النووية.
وحذر الرئيس الأمريكي باراك اوباما من " عواقب وخيمة" وذلك أثناء المحادثات الهاتفية التي أجراها مع زعماء كوريا الجنوبية واليابان عقب الإعلان عن التجربة النووية.
وشددت وزارة الخارجية الصينية على أن بكين "تعارض بصرامة" التجارب النووية الكورية الشمالية.
وقال يوكيا أمانو رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنه في حال ما تأكدت الانباء عن قيام كوريا الشمالية بالتجربة النووية فإن الامر "سيكون مدعاة للتوتر والقلق."
وقالت وكالة الانباء المركزية في كوريا الشمالية إن التجربة الاخيرة اثبتت قدرة البلاد على تركيب الرؤوس الحربية النووية على صواريخ.
"تدمير للذات وتهور"
وقد تباينت التقديرات حول حجم الطاقة الناتجة عن التجربة، فبينما قالت كوريا الجنوبية إنها تصل إلى عشرة ألاف طن من وحدة قياس الطاقة، يقول خبراء إن التقديرات الأولية تظهر أن الطاقة الناتجة عن التجربة تقدر بعشرين ألف طن.
وقالت بارك " التجربة تمثل اختبارا خطيرا للمجتمع الدولي، كما أنها لن تؤدي إلا إلى مزيد من العقوبات والعزلة لكوريا الشمالية."
من جهته قال رئيس الوزراء الياباني تشينزو آبي إن بلاده " لا يمكن ان تتغاضى عن هذا الأمر."
وأضاف آبي قائلا " إن التقدم النووي الذي تحققه كوريا الشمالية يمثل خطرا داهما على سلامة اليابان، كما أنه يقوض السلم في المنطقة وفي العالم."
وقال بيان صادر عن السكرتير الصحفي للبيت الأبيض إن اوباما شدد في المحادثات التي اجراها عبر الهاتف مع زعيمي اليابان وكوريا الجنوبية على "التزام واشنطن بحماية أمن الحلفاء في أسيا والعالم."
"اليوم الوطني"
وعادة ما تستخدم كوريا الشمالية المناسبات الوطنية لإظهار قوتها العسكرية. وقد تزامن اليوم الجمعة مع اليوم الوطني للبلاد الذي يحتفل فيه بتأسيس النظام الحالي.
يذكر أن القنبلة الذرية التي ألقتها الولايات المتحدة الامريكية على مدينة هيروشيما اليابانية عام 1945 قد نتج عنها ما يقدر بخمسة عشر ألف طن من وحدة قياس الطاقة.
وقد وصفت رئيسة كوريا الجنوبية بارك غين هاي التجربة النووية بـ"أحد أفعال تدمير الذات" التي تظهر "حجم التهور" الذي يتصف به رئيس كوريا الشمالية كيم يونج أون.
وكان العديد من الخبراء يتوقعون قيام كوريا الشمالية بإجراء تجربة نووية خامسة. حيث اظهرت صور متلقطة عبر الاقمار الصناعية نشاطا متصاعدا في موقع للتجارب النووية في كوريا الشمالية.
ونشرت اليابان طائرة استطلاع لمراقبة النشاطات النووية لكوريا الشمالية، بينما قالت الصين إنها تراقب مستويات النشاط الاشعاعي بالقرب من حدودها مع كوريا الشمالية.
وكانت كوريا الشمالية قد أجرت في الأشهر الاخيرة تجارب على اطلاق صواريخ باليستية ذاتية الدفع وصل بعضها إلى المياه الإقليمية لليابان.
يذكر انه محظور على كوريا الشمالية بموجب نظام العقوبات التي تفرضها عليها الامم المتحدة اجراء اي تجارب نووية او صاروخية.