أصدر مؤتمر "الإسلام رسالة سلام واعتدال" الذي انعقد على مدار يومين في مكة المكرمة، واختتم أعماله في مشعر منى أمس الأربعاء، بياناً حذر فيه من أي تكتل يفرق كلمة المسلمين ويعمل على اختراق صفهم، وينافي سِلم رسالتهم واعتدالها، منتقداً محاولة بعض المسؤولين الإيرانيين التدخل في شؤون الحج.
وأكد البيان الختامي للمؤتمر الذي حضره 300 عالم وشخصيات إسلامية برابطة العالم الإسلامي والذي انعقد بعد أسابيع قليلة من "مؤتمر الشيشان"، أن تاريخ الإسلام لم يسجل أي تجمع لإقصاء أيٍّ منهم عن سنتهم وجماعتهم.
وقال البيان إن اختصار سنة الإسلام وجماعة المسلمين في أوصاف لأشخاص أو انتماءات أو مدارس معينة، يختزل الإسلام الجامع في مفاهيم محدودة وأفكار ضيقة تفتح على الدين ثغرة تتسلل منها المصالح والأهواء.
وشدد البيان على أهمية تعزيز نبذ الفرقة والخلاف وتجاوز الشعارات والمفاهيم الضيقة التي تفرق ولا تجمع، مشدداً أنه من الواجب على علماء الإسلام الحذر من مخاطر التصنيف والإقصاء، اللذين هما أساس لنشأة التطرف والتكفير.
وأكد على أن أي خطاب يحمل مضامينَ إقصائية، إنما يمثل من صدر عنه، ولا يرتد سلباً عليهم ولا على رابطة العالم الإسلامي، مشيراً إلى أن تداول الأسماء المختلفة للمدارس العلمية ليس إلا لاختلاف المناهج الوصفية فحسب، نافياً أن تكون بديلاً عن اسم الإسلام ومظلته الجامعة.
واستنكر البيان محاولة بعض مسؤولي النظام الإيراني التدخل في شؤون الحج، قائلاً إن منظري النظام توجههم طائفي ويعملون على صرف المسلمين لتبعية شعارات ونداءات دخيلة لاختراق وحدة كلمتهم وتعميق الكراهية، لافتاً إلى أن إيران لم تجن من وراء تصرفاتها سوى أن أصبحت شؤماً على كل من اخترقته سياستها الطائفية، حيث ارتبط اسمها بمناطق الصراع وبؤر التأجيج والإرهاب، كما لم تزدها عظة التاريخ فيها وفي غيرها إلا ارتكاساً في ضلالها وتمادياً في مجازفاتها.