قال المرصد السوري لحقوق الإنسان وعامل إغاثة إن عشرات الضربات الجوية استهدفت المناطق التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة المعارضة للنظام السوري في مدينة حلب بشمال البلاد أثناء الليل استمرارا للحملة الجوية المكثفة التي تشنّها الحكومة السورية والقوات المتحالفة معها منذ انهيار وقف إطلاق النار قبل نحو أسبوع.
وقال المرصد إن عشرات الضربات الجوية أصابت النصف الخاضع لسيطرة المعارضة في المدينة المقسمة أثناء الليل مما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من الأشخاص.
وتأتي الضربات الجوية بعد أسبوع من تصعيد القصف في أعقاب انهيار وقف لإطلاق النار استمر أسبوعا. وقال الجيش السوري يوم الخميس إنه بدأ هجوما جديدا في المدينة التي باتت أرضا رئيسية للمعركة في الصراع الذي دخل عامه السادس.
وقال بيبرس مشعل وهو عامل بالدفاع المدني في الجزء الخاضع لسيطرة المعارضة في حلب لرويترز إن القصف استمر أثناء الليل حتى الساعة السادسة صباحا (0300 بتوقيت جرينتش).
وأضاف "الوضع نفسه تماما الكثافة هيه من سبعة أيام على نفس مستوى القصف وخصوصا بالليل بيشتد القصف كثير أعنف... طبعا مع استخدام كل الأسلحة الفسفور والنابالم والعنقودي."
وقال "حاليا فيه بس (فقط) مروحية (طائرة هليكوبتر) والله أعلم أي بناية هتنزل (ستسقط)."
كما قال اسماعيل العبدالله وهو عامل آخر في الدفاع المدني إن القصف مساء الأحد كان أقل كثافة مقارنة بالأيام القليلة الماضية كما كانت فترة الصباح هادئة نسبية.
وذكر المرصد أنه وثق مقتل 237 شخصا بينهم 38 طفلا من الضربات الجوية في مدينة حلب والريف المحيط بها منذ يوم الاثنين الماضي عندما انتهى وقف إطلاق النار. ومن بين حالات القتل الموثقة 162 حالة في شرق حلب الخاضع لسيطرة المعارضة.
وقال عاملون في الدفاع المدني إن نحو 400 شخص قتلوا في الأسبوع الماضي في المناطق التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة المعارضة للنظام السوري في المدينة وريفها.
وأشاروا إلى أن جهود الإنقاذ أعاقتها إلى حد كبير أعمال القصف التي خربت الشوارع ودمرت مراكز ومعدات الدفاع المدني.
وقال عمار سلمو وهو عامل ثالث في الدفاع المدني إن فرق الإنقاذ باتت تملك حاليا عربتي إطفاء وثلاثة سيارات إسعاف فقط في حلب مشيرا إلى أن القصف في الأسبوع الماضي دمّر ثلاث عربات إطفاء وسيارتي إسعاف وثلاث سيارات فان.
وقال سلمو متحدثا من غازي عنتاب في تركيا بعد أن غادر شرق حلب في الآونة الأخيرة إن عمال الإنقاذ يحاولون التصرف لكنهم لا يعرفون ماذا سيجلب لهم المستقبل.
وقال بريتا حاج حسن رئيس مجلس المنطقة التي تسيطر عليها المعارضة في حلب إن "الوضع في حلب مأساوي جدا وكارثي.. الطيران لا يغادر الجو نهائيا.. الشوارع شبه مغلقة والحركة تكاد تكون معدومة.. الحياة مشلولة. الكل ملتزم في بيته والصواريخ تستهدف حتى الأقبية والملاجئ التي عملناها ليختبئ فيها الناس. هذا أمر غير طبيعي."
ويوم السبت استهدف القصف محطة لتكرير المياه كانت تزود شرق حلب الذي تسيطر عليه الفصائل المسلحة للمعارضة.
وأضاف الحاج حسن "محطة باب النيرب التي تغذي المناطق المحررة منذ ثلاثة أيام استهدفها النظام. السكان يعتمدون على مياه الآبار غير صالحة للشرب والتي كانت تستخدم لأغراض أخرى مثل الغسيل والتنظيف .. الآن يعتمدون عليها للشرب."
* إجلاء المعارضة
وقتل مئات الآلاف في الحرب الأهلية السورية منذ بدايتها قبل خمس سنوات كما نزح 11 مليونا من مناطقهم.
وأضاف الحاج حسن "نناشد المجتمع الدولي فك الحصار وإيقاف القصف عن حلب. لا نعرف ما الذي سيحصل في المستقبل ولكن الأمور الموجودة في الأفق تتجه للمزيد من القتل والقصف والدماء برعاية العالم كله. العالم كله يقف متفرجا على المجازر التي تحصل في مدينة حلب على مدار الساعة."
في سياق منفصل ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أنه يجري يوم الاثنين إجلاء الدفعة الثانية من مقاتلي المعارضة عن آخر معقل لهم في مدينة حمص.
وأشار المرصد إلى أن نحو 100 مقاتل كانوا بين المجموعة التي ستغادر منطقة الوعر إلى المناطق الريفية في حمص بشمال البلاد.
وكانت دفعة أولى من نحو 120 مقاتلا وعائلاتهم غادرت المنطقة يوم الخميس.
وتأتي عمليات الإجلاء في إطار محاولات الحكومة السورية لتنفيذ الاتفاقيات المحلية مع المقاتلين في المناطق المحاصرة التي فتحت بموجبها للمقاتلين ممرات آمنة إلى المناطق التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة.