رأى الكاتب صالح الشيحي أن مَن قتل المفحط المعروف بـ"كنق النظيم" هو تلك الأنظمة غير الرادعة التي سمحت له بالخروج من السجن، قبل أن يستوعب الدرس جيداً، وقبل إمضاء فترة محكوميته، رغم أنه سُجن لتسببه في مقتل شخص آخر أثناء ممارسته هواية التفحيط.

واعتبر الكاتب في مقال بصحيفة "الوطن" اليوم "الاثنين"، أن الناس توقفوا كثيراً عند واقعة مقتل "كنق النظيم" رغم كون حادث مقتله يقل بشاعة عن حوادث تفحيط أخرى شهيرة، بسبب قضية سجنه وكيفية خروجه من السجن.

وأوضح أن "كنق النظيم" دخل السجن لتسببه في مقتل شخص آخر أثناء ممارسته التفحيط، لكنه لم يمض سوى مدة قصيرة من فترة محكوميته، وأُفرج عنه مستغلاً النظام الذي يخفّض عقوبة سجنه في حال أتمّ حفظ القرآن الكريم، ثم خرج ليلقى حتفه في حادث تفحيط.

وأضاف الشيحي أنه ربما لو بقي في السجن، لاتعظ من فترة عقوبته، ولامتنع عن ممارسة التفحيط مرةً أخرى، ولاتعظ من عقوبته كذلك زواره وجمهوره الذين سيرونه سنين طويلة محبوساً ومقيداً خلف القضبان.

وأكد أن السجن يُفترض أن يكون داراً للإصلاح، أو معتقلاً لحماية الناس من الأشرار في أسوأ حالاته، مشدداً على ضرورة تنزيه القرآن الكريم أن يكون جسراً أو حيلة يمر خلالها مَن يريد تخفيض مدة سجنه، ومعتبراً أن حفظ القرآن الكريم دون العمل به أمرٌ لا يليق بكتاب الله الكريم، ولا يحقق الغاية التربوية التي تنتج عن عقوبة السجن.

ودعا الجهات المعنية لسن عقوبات بديلة يتم بواسطتها خفض مدة المحكومية، كالأعمال التطوعية والعقوبات البديلة، أو على الأقل مراجعة آلية حفظ القرآن المتبعة حالياً ووضع نظام جديد لها، كأن يتم استثناء بعض المساجين منها، إصلاحاً لشأنهم وحمايةً للمجتمع من شرورهم.