القوة العسكرية والتفوق العلمي والتكنولوجي يهم كثير من دول العالم، إلا أن الحفاظ على الثروات والاحتياطي النقدي والتفوق الاقتصادي، هو أكثر ما يشغل دول العالم المتقدمة، وهناك عدد كبير من هذه الدول تؤكد الإحصائيات والتوقعات الاقتصادية أنها ستكون من أغنى دول العالم في عام 2050 المقبل، وستحقق طفرات اقتصادية، وذلك من خلال تحليل بعض المعطيات في هذه الدول تخص جودة التعليم والنظم الاقتصادية بها والبنية التحتية والممارسات الديموقراطية وتطبيق القانون ومعدلات الخصوبة، ونصيب الفرد من الناتج المحلي.

في هذا الصدد، نشر موقع "ذا ريتشيست" الكندي، قائمة بأغني الدول في عام 2050، بناء على الاحصائيات والتوقعات السابقة، ومنها دراسات اقتصادية أعدها بنك "إتش.إس.بي.سي" العالمي، على النحو التالي:-

جاءت الصين في مقدمة الدول المتوقع أن تكون الأغنى - وفق حجم الناتج المحلي الإجمالي- في عام 2050، بثروة يتوقع لها أن تصل إلى 25.33 تريليون دولار، وذلك على الرغم من أن سياسة الطفل الواحد التي تطبقها الصين ستؤثر سلبا في المستقبل القريب على معدلات الأيدي العاملة بها، إلا أن الصين ستكون القوة الاقتصادية الأولى في العالم خلال السنوات القليلة المقبلة، لكون شعبها من أكثر شعوب العالم تعدادًا.
الولايات المتحدة الأمريكية، أتت في المركز الثاني بقائمة الدول الأغنى في عام 2050 المقبل بثروة يتوقع لها أن تصل إلى 22.27 تريليون دولار، وتشير الإحصائيات الاقتصادية إلى أن قوة الاقتصاد الأمريكي تجعله فى الصدارة، وهذه القوة ناتجة عن الديمقراطية وقوة البنية التحتية وسيادة القانون ومعدلات الخصوبة المتوسطة، ورغم أن أمريكا ظلت لعقود أغنى دول العالم، إلا أنها ستأتى في المركز الثانى بعد الصين خلال السنوات القليلة المقبلة.
احتلت الهند المركز الثالث في قائمة الدول الأغنى بعام 2050 المقبل، بثروة يتوقع لها أن تصل إلى 8.17 تريليون دولار، حيث تعتبر الهند من أكثر الدول التي تستغل القدرات البشرية لديها في تحقيق معدلات اقتصادية مرتفعة، لذا من المتوقع أن تحقق تقدم اقتصادي ملحوظ خلال العقود المقبلة، نظرا لما تحققه من نمو سنوي يصل إلى 5% أو أكثر، كما أنه من المتوقع أن يتجاوز عدد سكانها حاجز المليار ونصف مليار فى عام 2022، لتتخطى بذلك عدد سكان الصين.
كما وجاءت اليابان في المركز الرابع بقائمة الدول الأغنى بعام 2050 المقبل، بثروة قد تصل إلى 6.43 تريليون دولار، وذلك على الرغم من المشكلات البشرية التي تعاني منها، مثل مشكلة ارتفاع عمر نسبة كبيرة من مواطنيها، لتكون شريحة ضخمة من اليابانيين مسنين غير قادرين على الإنتاج، حتى أن نسبة الأيدي العاملة بها وصلت إلى 37% فقط من نسبة مجموع سكانها، هذا بجانب أن معدلات الخصوبة في اليابان هى الأدنى عالميًا.
وأتت ألمانيا في المركز الخامس بقائمة الدول الأغنى في عام 2050، بثروة يتوقع لها أن تصل إلى 3.71 تريليون دولار، وتؤكد التوقعات والإحصائيات الاقتصادية أن ألمانيا ستكون الدولة الأقوى اقتصاديا في أوروبا خلال سنوات معدودة، كما أن نصيب المواطن الألماني من الناتج القومي سيرتفع، بسبب زيادة قوة الاقتصاد الألماني بجانب تراجع الزيادة السكانية في ألمانيا نظرًا لانخفاض معدلات الإنجاب.
أما المملكة المتحدة، فجاءت في المركز السادس بقائمة الدول الأغنى بعام 2050 المقبل بثروة قد تصل إلى 3.58 تريليون دولار، ومن المتوقع أن يشهد الاقتصاد البريطاني قوة مضاعفة ليضق الفارق إلى النصف خلال السنوات القليلة المقبلة، بينه وبين الاقتصاد الألماني المتقدم عليه، حيث أن ألمانيا تتقدم حاليا على إنجلترا بـ 346 مليار دولار، بينما سيصل الفارق إلى 138 مليار دولار فقط فى 2050، وهذا يؤكد توقعات نمو الاقتصاد الإنجليزي.
وجاءت البرازيل في المركز السابع بقائمة الدول الأغنى في عام 2050، بثروة يتوقع لها أن تصل إلى 2.96 تريليون دولار، وذلك على الرغم من أن البرازيل، عانت السنوات الماضية من أزمات اقتصادية طاحنة، وشهدت من عام 1986 إلى عام 1994 أعلى معدلات تضخم في العالم وصلت إلى 500%، إلا أن اقتصادها تعافى وقويت شوكته في السنوات القليلة الماضية، ويتوقع أن يحافظ على مستويات نموه بالأعوام القبلة، خاصة مع عمل السلطات البرازيلية على تحسين جودة التعليم وخفض معدلات الجريمة.
وأتت المكسيك في المركز الثامن بقائمة الدول الأغنى بعام 2050 المقبل بثروة قد تصل إلى 2.81 تريليون دولار، حيث تحتل المكسيك حاليا مركزا متقدما بين أغنى دول العالم، محققة المركز الـ 13، وتؤكد الإحصائيات الاقتصادية أنها ستحافظ السنوات القليلة المقبلة على نمو معدلاتها الاقتصادية لتصير واحدة من أغنى دول العالم مستقبلًا متجاوزة بذلك فرنسا وكندا وإسبانيا وإيطاليا وكوريا الجنوبية.
كما واحتلت فرنسا المركز التاسع في قائمة الدول الأغنى في عام 2050، بثروة يتوقع لها أن تصل إلى 2.75 تريليون دولار، لتهبط بذلك من المركز السادس إلى المركز التاسع، وذلك بسبب حجم الضغوط الاقتصادية الرهيبة والأعباء المالية الكبيرة التي تقع على عاتق الفرنسيين نتيجة إصرارهم على البقاء ضمن الاتحاد الأوروبي، والحفاظ عليه ككيان أوروبي قوي، هذا بجانب معدلات الركود في نمو الاقتصاد الفرنسي.
وأتت كندا في المركز العاشر بقائمة الدول الأغنى في عام 2050، بثروة يتوقع لها أن تقدر بـ 2.29 تريليون دولار، وهى الدولة الوحيدة المتوقع أن تحافظ على مكانتها الاقتصادية مستقبلًا دون تراجع أو تقدم اقتصادي ملحوظ، وعلى الرغم من ذلك فمن المتوقع أن يرتفع نصيب المواطن الكندي 3 مراكز من إجمالى الناتج القومي للدولة، لينجو بذلك من بوادر أزمة اقتصادية طاحنة كادت أن تنجم نتيجة خلل فى الأنظمة المصرفية الكندية.
وجاءت إيطاليا في المركز الحادي عشر بقائمة الدول الأغنى بعام 2050 المقبل بثروة قد تصل إلى 2.19 تريليون دولار، حيث من المتوقع أن تفقد مركزها الحالي كأغنى سابع دولة في العالم، وتهبط مستقبلا إلى المركز الحادي عشر، حيث يتوقع أن تواجه إيطاليا مشكلات اقتصادية في منطقة اليورو، بالإضافة إلى مواجهتها تغييرات ديموغرافية ستتسبب في انخفاض عدد السكان، وبالتالي انخفاض معدلات القوى العاملة الإيطالية لتصل إلى نسبة 23% فقط من مجموع نسبة السكان.
واحتلت تركيا المركز الثاني عشر في قائمة الدول الأغنى بعام 2050 المقبل، بثروة يتوقع لها أن تصل إلى 2.15 تريليون دولار، وتعتبر تركيا من الدول النادرة التي سيشهد اقتصادها طفرة تجعله ينافس مستقبلا أغنى دول العالم، حيث حقق الاقتصاد التركي الأعوام الماضية معدلات نمو ملحوظة، وزاد نصيب المواطن التركي 3 مرات من الناتج الإجمالى القومي خلال العقد الماضي، كما يشهد المجتمع التركي زيادة في معدلات الخصوبة وارتفاع نسب المواليد، وبالتالى ارتفاع نسبة القوى العاملة التركية.