كشف لـ"الرياض" السفير التركي لدى المملكة يونس دمرار عن السبب الرئيسي خلف اجتماع وزير خارجية بلاده مع نظرائه الخليجيين، إذ أن تطور الأوضاع السريع في المنطقة والتطورات الاقليمية والأمنية وقانون "جاستا" استوجب ضرورة الاجتماع، ويأتي أيضا هذا الاجتماع في إطار الحوار الاستراتيجي الذي بدأ بين الطرفين في عام ٢٠٠٨م، وهذا هو الاجتماع الخامس، الذي يعد فرصة لتقييم التعاون بين دول مجلس التعاون وتركيا، وتحسين العلاقات إلى جانب مناقشة التطورات الاقليمية في الوقت الحالي.
وتابع السفير التركي "الاقليم يمر مؤخرا بأكثر الأوقات حرجا، وهذه التطورات الحاصلة تجعلها ضرورة حتمية بالنسبة لنا ولدول المجلس وأن نجتمع ونناقش لتحسين الوضع الأمني بشكل عام".
وأكد دمرار خلال حديثه مع "الرياض" إلى أن قانون "جاستا" ضمن الأجندة التي ستطرح على طاولة اجتماع وزراء الخارجية الخليجيين والتركي، موضحا أن موقف بلاده يتطابق مع موقف المملكة ودول المجلس، وأن دولة تركيا معهم في نفس الاتجاه.
وقال السفير التركي لدى المملكة: للحكومة التركية موقف واضح تجاه "جاستا" والذي رفضه بشده، كما أصدرت الحكومة التركية بيانا رسميا يؤكد عدم موافقتها، كما أصدرنا بيانا باسم منظمة دول التعاون الاسلامي بحكم أن تركيا رئيسة المنظمة ترفض فيه القانون الأمريكي الذي يتعدى على سيادة البلدان ابتداء من الولايات المتحدة الأمريكية ذاتها، واعدا بمواصلة النقاش والمباحثات تجاه قانون جاستا.
ونفى دمرار وجود أي وساطة تركية بين طهران والرياض، وقال: هناك تباين بين موقف تركيا وايران في وجهات النظر، وفي جميع الاجتماعات التي اجتمعناها مؤخرا عبرنا بصراحة عن مواقفنا وافكارنا وفعلا في الفترة الأخيرة لا يواجد أي توافق فكري بيننا وبين ايران. مؤكدا أن بلاده ترى أن المملكة وطهران قادرتان على حل مشاكلهما بنفسيهما دون الحاجة لتدخل طرف ثالث، إلى جانب أن تركيا لم تتلق أي طلبات وساطة من الجانب السعودي أو الايراني.
وحول انشاء قاعدة عسكرية تركية في قطر، أوضح السفير التركي لدى المملكة أن هذا التعاون بين تركيا وقطر لا يختلف عن التعاون مع بقية دول المجلس، كما أن هذه القاعدة ماهي إلا قاعدة تدريب عسكرية للقوات القطرية من قبل القوات التركية.
أما مايخص إمكانية مشاركتهم مع الولايات المتحدة الأمريكية في أي عملية عسكرية لمحاربة داعش، أكد دمرار أن سورية والعراق هي بلاد جارة لتركيا وأي خطر فيها يشكل تهديدا مباشرا وخطرا على تركيا ذاتها، لذلك سوف يقومون بجميع الاجراءات اللازمة للحفاظ على أمن تركيا وهم في نقاشات مع نظرائهم الامريكان في هذا الخصوص.
وأكد السفير التركي عدم ايمانهم بوجود أي حل سياسي مع داعش، إذ أن داعش منظمة ارهابية وليس هناك أي حل سياسي فعال مع المنظمات الارهابية، كون هذه المنظمة تشكل تهديدا على الإقليم وعلى تركيا وعلى العالم أجمع.
وحول موقف روسيا الأخير في مجلس الأمن ومحاولتها لعرقلة أي مشروع سياسي في سورية رأى السفير التركي أنه يجب على روسيا التصرف بمسؤولية تجاه الوضع الانساني في سوريه مثل بقية الدول، وتركيا والسعودية تشتركان في هذا الموقف وفي دعم الحل السياسي في هذه القضية مع جميع دول المجلس.
وتساءل دمرار عن سبب تخاذل المجتمع الدولي والأمم المتحدة في الموقف السوري، وقال: للأسف المجتمع الدولي والأمم المتحدة لم تستطع أن تحدد موقفها وتحل القضايا العربية لاسيما في سورية، في سورية نجد أن الوضع أصبح انسانيا تراجيديا على المدى البعيد ولم يعد الموضوع عسكريا أو سياسيا بل أصبح انسانيا بحتا، والى الآن لم نرَ مواقف قوية يفترض أن تؤخذ أمام هذه المشكلة في سورية.
أما ما يخص العلاقات التركية المصرية أكد السفير أن مصر دولة عظيمة وقوية والشعب المصري شعب عظيم وشقيق وتركيا تسعى للاستقرار الاقتصادي وتعمل جاهدة لحصول الاستقرار الاقتصادي في مصر.