اعتبر كاتب صحفي أن اعتراض عدد من موظفي أمانة منطقة المدينة المنورة على تطبيق نظام البصمة خمس مرات يومياً، بمثابة دليل وإقرار منهم بتفشي ظاهرة التسيب بينهم.

وقال الكاتب محمد السحيمي في مقال له بصحيفة "مكة" أمس الأحد، إن ما حدث في أمانة المدينة "عار حقيقي"، فحينما يتذمر موظفون من إجراء يهدف لضبط دوامهم، فإنهم يقرّون و"يبصمون بالعشرين" بتفشي ظاهرة التسيب بينهم، وأن "التسيب أصبح السائد والانضباط هو النشاز".

ورأى الكاتب أن العار بالقضية يتمثل في المقابل أن تصبح ملاحقة الموظفين المتسيبين هي أهم ما يشغل مسؤولاً رفيعاً يتقلد ذروة هرم الأمانة، يفترض أنه واجه معضلات كبيرة أشد تعقيداً من هذه المعضلة، قائلاً: "هل يليق بصاحب (المعالي) أن يخوِّن جميع مرؤوسيه بهذه الطريقة الفجة؟ وهل يعرف موظفاً متسيباً صحا ضميره بالعين الحمراء؟".

وروى السحيمي موقفاً يجسّد ظاهرة التسيب في القطاعات الحكومية، حيث بلغ عدد الإداريات في إحدى المدارس الابتدائية (77) موظفة مقابل (39) معلمة، ليس ذلك فقط، بل إن مديرة المدرسة رفعت خطاباً للمكتب المشرف تطلب فيه أن يعينهن على بند "موظفات من منازلهن"، فكان رده "لفت نظر" شديد اللهجة للمديرة، التي يقول الكاتب إنها "تتذمر من واجبها، الذي تتلهّف (100) زميلة لمنصبها وبالواسطة القوية بعد!!".

كما أشار إلى ما جرت العادة عليه بين الموظفين الحكوميين، حيث اعتادوا في أغلب الأجهزة البيروقراطية بالدولة إلى توزيع الحضور بينهم، حيث يحضر كل واحد منهم مرة واحدة في الشهر، ويوقع حضوراً وانصرافاً عنه وعن بقية زملائه، كما "يحق له أن يطالب بخارج دوام عن ذلك اليوم؛ إذا لم ينجز عمله المرهق (التوقيع فقط) خلال ساعات الدوام الرسمي!".