ما بين هجوم ودفاع، واستجواب، اختلطت أدور ثله من الأدباء والإعلاميين، وخرجت بمصطلحات خارج حدود النص، حين استضاف برنامج "يا هلا" على روتانا خليجية، الكاتب الصحفي صالح الشيحي، لمناقشة تداعيات تغريدته الشهيرة على "تويتر"، التي قال فيها: "أن ما كان يحدث في بهو ماريوت على هامش ملتقى المثقفين، عار وخزي على الثقافة".

الفريقان تكونا، من الشيحي طرف أول ومتهم في قذف المثقفين بالخزي والعار، فيما الطرف الثاني من "عبده خال، عضوان الأحمري، أحمد العرفج"، بينما غاب وزير الثقافة والإعلام عن الحلقة، بعد أن أعلن مقدم البرنامج علي العلياني، إن الوزير سيتداخل للتعليق على القضية المتوقدة في الوقت الجاري في الوسط الثقافي والإعلامي.

بيد أن الوزير قال في تغريده على "تويتر" بعد نحو ساعة من نهاية البرنامج "أنه كان في اجتماع طارئ، وقد أبلغ سكرتيره معدي البرنامج اعتذاره".

وواجه مقدم البرنامج، بسؤاله عن أسباب ما كتبه عن المثقفين، ليكشف الشيحي أنه يأتي بعد أن شاهد سيدة تجلس بين الرجال بعد الساعة الثالثة صباحا تحت الأضواء الخافتة وترمي حجابها وتقهقه بينهم، وسط بهو الفندق مقر ملتقي الثقافيين الذي عقد في الرياض الأسبوع الماضي.

وفي ملخص رد الشيحي قال، "أعلم إنني سأخسر، بسبب إعلاني عن هذه قناعتي"، يقصد ما كتبه في "تويتر"، "آمنت أن مشروع التنوير الثقافي المزعوم في السعودية يدور حول المرأة"، مستطرداً سأرفع قضيه على وزير الإعلام فهناك مخالفات شرعيه حصلت في بهو الفندق، وهذا خزي وعار، فيما لا زلت أتلقى الشتائم من المثقفين في المقالات كل يوم.

وأكد أنه كتب "التغريدة عامة عن قناعة تشكلت لدي، ولم اتهم أحد في الزنا أو قلة الأدب، لماذا هذا الغضب، مشيراً إلى أن ذلك صورة نمطية تشكلت لديه خلال العديد من الملتقيات والمنتديات الثقافية".

وانفتح مع ذلك دور الهجوم، مبتدئاً أولاً من قبل عبده خال، والذي قابل دفاع الشيحي بقوله "يا صالح لا تنجرف مع ما تتوهم به وتضرب أعراض الناس، وكان بإمكانك أن تتحدث عن أي مخالفة مع المفتي أو أي شيخ في المحكمة"، طارحا أمامه تساؤلاً كبيرا، هل المرأة التي تكشف شعرها في خارج البلاد هي مومس؟ بمعني "فاجرة، تمارس البغي والزنا".

وحين ألح المذيع على الشيحي، بذكر ما شاهد من مخالفات، أعاد حديثه "وقفت بنفسي على مخالفات شرعية في بهو الفندق ونحن مأمورين بالستر ولا نريد وجود أحجار مهترئه في بناء الثقافة، وللأسف أنها صدرت من شخص يُصدر نفسه على أنه يقود رأي عام وضمير أمة، ولن أكشف أسماء".

وتداخل من جانبه ضيف الاستديو عضوان الأحمري، بقوله "إذا كان الشيحي رأي ما هو مخالف شرعا فهو مشارك في الجرم، وكان عليه أن يبلغ الجهات الرسمية لمنعه"، طارحاً فكرة اختلاف البيئات ما بين القرية والمدينة في السعودية، فليس على أبن القرية أن يشجب ما يراه في المدينة ولم يعرفه في قريته.

فيما شهدت الحلقة، فاصل أخر، بين الشيحي والكاتب الصحفي أحمد العرفج، تلخص بقول العرفج "مللنا من المزايدات الرخيصة ومن بيته زجاج لا يرمي الناس بالحجارة" مضيفاً "هناك نكاح متعة بين رجيع الصحفيين وفلول الأخوان، ولا أعرف الشيحي بذلك الورع حتى يشعر بكل هذه الغيرة"، ليأتي رد الشيحي "لا أحترمه ولست مجبرا على الرد عليه".