فرانسوا فيون، الرجل الذي تغلب على الرئيس السابق نيكولا ساركوزي ليلتحق بآلان جوبيه في الجولة الثانية من انتخاب مرشح الحزب الجمهوري اليميني لانتخابات الرئاسة الفرنسية، هو مرشح معتدل اجتماعياً، ويحب شرب الشاي، ويقود سيارة كلاسيكية، ويسعى إلى خفض الإنفاق الحكومي.

يبلغ عمر فيون 62 عاماً، وهو عضو برلماني عن مدينة باريس، وقد استوحى شعار حملته الانتخابية من بطلته المفضلة مارغريت تاتشر، وهو الاستغناء عن نصف مليون وظيفة حكومية خلال 5 سنوات، نقلاً عن صحيفة "الغارديان" البريطانية.

كان فرانسوا الأوضح من بين المرشحين الجمهوريين السبعة في دفاعه عن رؤيته لفرنسا إذا انتهجت النموذج الاقتصادي الأنجلوساكسوني، ولم يبدُ عليه كذلك أي قلق من الإساءة لتقاليد الدولة الفرنسية، أو تأجيج الاحتجاجات الشعبية ضد الاقتصاد النيوليبرالي.

"أنا مجرد شخص عملي"

قال أثناء آخر مؤتمر انتخابي قبل تصويت أمس الأحد: "أرى شعارات الليبرالية من المنظور الاقتصادي، بالضبط مثل مرسم الصلبان على أبواب مرضى الجذام في العصور الوسطى، أنا مجرد شخص عملي".

وشغل فيون منصب رئيس الوزراء في ظل رئاسة ساركوزي، ويشتهر برفضه الاحتجاجات في الشوارع، وتأييده رفع سن التقاعد.

حاول أن ينأى بنفسه بعيداً عن ساركوزي بعد الأزمة المالية في 2008 من خلال إشارته إلى أن البلاد على شفير الإفلاس، وقد اقترح أن فرنسا بحاجة إلى تقليص الإنفاق الحكومي أيضاً، بينما تساءل معارضوه عن أسباب استمراره في منصب رئيس الوزراء في فترة رئاسة ساركوزي إذا كان لا يتفق مع نهجه.

استهان ساركوزي بإمكانية ترشح فيون للرئاسة، معتبراً أنه أحد موظفيه، إلا أن فيون كان الشخص الذي ضحك أخيراً، فمن خلال تفوّق فيون في جولة الإعادة الثانية الأسبوع القادم، يكون قد اقترب من القضاء على مستقبل ساركوزي السياسي.

يعيش فيون، الذي يروّج للتقشف المالي، في قصر يعود للقرن الثاني عشر في غرب فرنسا، ويحب قيادة السيارات الرياضية الكلاسيكية في حلبة سباقات Le Mans المجاورة، بل ظهر أيضاً في برنامج فرنسي شبيه ببرنامج Top Gear.

لدى فيون وزوجته بينيلوب كلارك الويلزية 5 أطفال، كما يربُّون الخيول، تقابل الزوجان عندما كانت كلارك تُدرس اللغة الإنكليزية في Le Mans، بينما كان فيون يعمل في وزارة الدفاع الفرنسية، وتزوَّجا في كنيسة البلدة التي تقرب من أبيرجافني، وأصبحت بذلك أول امرأة بريطانية تتزوَّج من رئيس وزراء فرنسي، وتزوجت أختها جان، من بيير شقيق فيون.

مثالاً للرجل الريفي

يُعَد فيون مثالاً نموذجياً للرجل الريفي التقليدي، فقد صوت ضد زواج المثليين عندما طرحه الرئيس الاشتراكي فرانسوا هولاند للاقتراع، وقد نال الدعم الكاثوليكي التقليدي في ذلك، كما يدّعي أنه قد ترشح من أجل قيم الأسرة المسيحية، إذ قاد حملة ضد تقديم الإعانة للحوامل العزباوات أو المثليات، وفي خطاب أرسله إلى قادة الكنيسة الشهر الماضي، وعد بالحفاظ على مبدأ أن "الطفل سيكون دائماً ثمرة أب وأم".

ارتفعت نسبة مؤيدي فيون وفقاً لاستطلاعات الرأي خلال الأسبوع الأخير من الحملة الانتخابية بعد نشره كتاباً عن محاربة الإسلام الراديكالي، وقال: "لا توجد مشكلة دينية في فرنسا، نعم هناك مشاكل تتعلق بالإسلام"، وقد صرح بأن الحل لا يكمن في استهداف المسلمين الملتزمين بالقانون، بل يستهدف المتعصبين.

تسبب فيون في إثارة غضب مؤسسة حقوق السود خلال الحملة الانتخابية، عندما أشار إلى أن الاستعمار الفرنسي كان سبباً في "انتشار الثقافة الفرنسية".

نادى فيون بالتقارب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الشأن السوري، كما رحب بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية بالتقارب بين بوتين ودونالد ترامب، وعند سؤاله في وقت مبكر من حملته الانتخابية عما إذا كانت فرنسا ستتعاون مع الرئيس السوري بشار الأسد في القتال ضد تنظيم داعش، قال إن "فرنسا يجب أن تتحد مع كل القوى الممكنة، سواءً كانت ديمقراطية أم لا"، وقد صرَّح فيون لموقع Atlantico في أكتوبر/تشرين الأول بأن "شارل ديغول وتشرشل وروزفلت تحالفوا مع ستالين من أجل هزيمة النازية".

وقال فيون إن "الشعب الفرنسي يريد القوة"، وهو يمثل "مشروعاً قوياً لإصلاح فرنسا".