وصل زعماء من حلفاء كوبا اليساريين ودول أخرى نامية إلى هافانا يوم الثلاثاء للمشاركة في مراسم تأبين فيدل كاسترو الذي كان وصل للسلطة بعد ثورة عام 1959 وحكم الجزيرة لمدة نصف قرن.
وتوفي كاسترو يوم الجمعة عن 90 عاما. وكان كاسترو تنازل عن السلطة لشقيقه الأصغر راؤول قبل عشر سنوات بسبب حالته الصحية.
وبالنسبة لكثيرين خاصة في أمريكا الجنوبية وأفريقيا كان كاسترو رمزا لمقاومة الاستعمار -بإطاحته بدكتاتور مدعوم من الولايات المتحدة- وبطلا للفقراء.
لكن آخرين كانوا يصفونه بالطاغية الذي دمرت اشتراكيته الاقتصاد.
وكانت كوبا أعلنت الحداد تسعة أيام وتنظم مراسم تأبين مساء يوم الثلاثاء في ميدان الثورة وهو نفس الميدان الكبير الذي كان كاسترو يلقي فيه خطبه النارية والطويلة.
وسيحضر المراسم العديد من زعماء اليسار في أمريكا اللاتينية وبينهم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو ورئيس بوليفيا ايفو موراليس.
وبعد وقت قصير من وصوله إلى هافانا مساء الاثنين أثنى مادورو على "القوة الخالدة" لفيدل كاسترو.
ومن المتوقع أن يصل أيضا عدد من الزعماء الأفارقة مثل رئيس زيمبابوي روبرت موجابي ورئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما. وكان الزعيم الجنوب أفريقي نلسون مانديلا شكر قبل وفاته كاسترو مرارا لجهوده في المساعدة في إضعاف الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.
إلا أن القليل من زعماء القوى العالمية الكبرى سيصلون إلى كوبا واكتفى كثير منهم بإرسال مسؤولين نيابة عنهم لتكريم الرجل الذي أسس دولة شيوعية على أعتاب الولايات المتحدة.
وقالت السلطات إن كل المدارس والمكاتب الحكومية ستغلق يوم الثلاثاء حتى يتمكن الكوبيون من المشاركة بسهولة في مراسم التأبين والأنشطة الأخرى التي ستنظم تكريما لكاسترو.
ففي الصباح سيحصل الكوبيون على آخر فرصة لهم لإلقاء النظرة الأخيرة على صورة للزعيم الراحل بزيه العسكري وهو يمسك ببندقية تتدلى من النصب التذكاري لبطل الاستقلال الكوبي خوسيه مارتي في ميدان الثورة.
وقام عشرات الآلاف بذلك بالفعل يوم الاثنين وبعضهم كان يبكي في حين لف آخرون أنفسهم بعلم البلاد.
وحضر كثير من الموظفين وتلاميذ المدارس في مجموعات.
ونُظمت مراسم خاصة يوم الاثنين لراؤول كاسترو وكبار مسؤوليه حيث وضعوا أكاليل الزهور أمام صورة فيدل كاسترو.
وتم حث الكوبيين على التوقيع في سجلات تعازي والتعهد بالولاء لأيديولوجية كاسترو الاشتراكية في 1060 موقعا في أنحاء البلاد.
وقال حارس أمن يدعى أرسيدي جي ويبلغ من العمر 56 عاما "وقعت لأنه كان رجلا جيدا. كنا نحبه كثيرا وأردت أن أؤكد من جديد ولائي له ولأفكاره."
وسيتحرك يوم الأربعاء موكب نقل رماد كاسترو شرقا إلى سانتياجو دي كوبا التي أطلق منها كاسترو شرارة الثورة.
وسيدفن الرماد في الرابع من ديسمبر كانون الأول في مقبرة سانتا إيفيخنيا في المدينة حيث دُفن مارتي أيضا.