إتهم وزير الخارجية الأميركي جون كيري في كلمة في منتدى لمركز "بروكينغز اينستيتيوت" الأحد اليمين الإسرائيلي في حكومة بنيامين نتانياهو بدعم النشاط الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية لعرقلة عملية السلام.

وفي تصريحات غير معهودة، حذر وزير الخارجية الاميركي من ان البناء الاستيطاني الاسرائيلي يقوض كل امل في التوصل الى اتفاق يسمح باقامة دولتين تعيشان جنيا الى جنب.

وقال "أكثر من خمسين بالمئة من وزراء الحكومة (الإسرائيلية) الحالية أعربوا علنا عن معارضتهم لقيام دولة فلسطينية وقالوا إنه لن تكون هناك دولة فلسطينية". واضاف ان هذه "التصريحات تشكل مصدر قلق كبير".

وكان نتانياهو تحدث عبر الفيديو في وقت سابق الى هذا منتدى سابان، الاجتماع سنوي للخبراء حول العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، ليؤكد ان الاستيطان ليس عقبة في وجه السلام.

ورفض كيري فكرة ان دولا عربيا اخرى يمكن ان توقع اتفاقات سلام مع اسرائيل بدون تحرك باتجاه اتفاق مع الفلسطينيين.

وقال "لن يكون هناك تقدم وسلام منفصل مع العالم العربي بدون العملية الفلسطينية والسلام الفلسطيني". واضاف "يجب ان يفهم الجميع ذلك. انها حقيقة قاسية".

وتابع وزير الخارجية ان الحكومة الاميركية ترى ان تسريع اسرائيل البناء على ارض يملكها الفلسطينيون ليس عقبة على طريق السلام فقط، بل متعمد لذلك ايضا. وقال لست هنا لاقول لكم ان المستوطنات هي سبب النزاع. لا، هي ليست كذلك".

وأضاف "لكن لا يمكنني ايضا أن أقبل فكرة أن (هذه المستوطنات) لا تؤثر على عملية السلام، وأنها ليست عائقا أمام إمكان تحقيق السلام".

وتابع "سأقول لكم لماذا أعرف ذلك: لأن اليسار في إسرائيل يقول للجميع إنها عقبة في طريق السلام ولأن اليمين الذي يدعمها (المستوطنات)، يدعمها لانه لا يريد السلام".

واشار الى ان انصار اليمين الإسرائيلي "يؤمنون بإسرائيل كبرى (...) ويريدون عرقلة السلام لأنهم يريدون أن تعود (ملكية مستوطنات الضفة الغربية) إلى إسرائيل (...) انه تاريح حركة المستوطنين الاستيطان".

واكد كيري "ليس هناك جمود في الوضع. الوضع يسير من سئ الى اسوأ. يسير في الاتجاه الخاطئ".

وكان كيري الذي تنتهي ولايته في 20 كانون الثاني/يناير المقبل، قام بين تموز/يوليو 2013 ونيسان/أبريل 2014 بوساطة لاستئناف محادثات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين، لكن من دون جدوى.

ويعتبر المجتمع الدولي كل المستوطنات غير قانونية، بغض النظر عن وضعها القانوني بالنسبة الى إسرائيل.

وهناك بؤر استيطانية لم تحصل على كل التراخيص اللازمة من السلطات الإسرائيلية. وتعهد القادة الإسرائيليون في الماضي للولايات المتحدة بتفكيكها، لكن تلك الوعود بقيت حبرا على ورق.