طالب عبد الرحمن الزيد، الخبير التحكيمي السعودي السابق ورئيس لجنة الحكام السابق، الأندية السعودية بأن تكون عند «كلمتها»، وتصر على طلب حكام أجانب في إدارة مبارياتها.

وقال الزيد في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط»: إن الأندية تمارس ضغو ًطا على الحكم المحلي حينما تهاجمه، وقال الزيد «أتمنى أن يكون أداء الحكام السعوديين بشكل أفضل، وهذا مطلوب، ورغم وجود ملاحظات فإن هذا دوري عام وبإمكان الجميع أن يخطئ فيه».

وأضاف «على مسؤولي الأندية إذا كانوا جادين وليس فقط مجرد تصريحات، أن يظهروا لنا الجدية ويحضروا حكاما أجانب» وواصل حديثه «المشكلة أنهم يتكلمون ولم ينفذوا مطالبهم؛ فالأندية يحق لها طلب الحكم الأجنبي في خمس مباريات، ولم يطلب الحكم الأجنبي سوى ناديين أو ثلاثة»، مبدئيًا استغرابه من الضغط على الحكم السعودي والمطالبة بالحكم الأجنبي، ورغم ذلك لم تقم الأندية بحقها بجلب خمسة حكام أجانب.

وشدد الزيد قائلاً: من حق الأندية طلب الحكم الأجنبي في خمس مباريات بشكل رسمي؛ ولذا أقول لرؤساء الأندية اختر المباراة المهمة بالنسبة لك واطلب خلالها الحكم الأجنبي وهذا حقك؛ ولكن الهجوم على الحكام عبر التصريحات لمجرد لفت الأنظار لن يكون مقبولا منهم إلا إذا كان نقدا للحكام، وهذا أمر لا يمكن الاعتراض عليه.

ورفض رئيس لجنة الحكام الأسبق اتهام الحكام بأنهم يتعمدون الأخطاء أو الميل لفريق ضد آخر، وهذا أمر مرفوض تما ًما، مؤكدًا: الحكم يبحث عن نجاحه في الملعب، ويبحث أن يكون نجم المباراة، لا أن يخطئ في المباراة»، مشيرا إلى أن الأخطاء طبيعية في كرة القدم، وإن كانت مؤثرة وغيرت في نتيجة المباراة؛ فهذه هي كرة القدم.

واستشهد الزيد بكأس العالم للأندية المقامة حاليًا باليابان، حيث يتم استخدام تقنية الفيديو، وتعتمد على أن الحكم المساعد يقوم بإعادة اللقطات المثيرة للجدل ويكون على اتصال مباشر مع حكم الساحة لاتخاذ القرار الصحيح، وقال الزيد «هذا اعتراف من (فيفا) وهو أعلى سلطة في العالم أن هناك أخطاء للحكام، ومن الممكن تعديلها في المباراة إن أمكن؛ ولذا الفيديو قد يكون حلا في المستقبل لو نجحت الفكرة».

وبيّن أن الأخطاء جزء من اللعبة، وقال: مسؤولية لجان الحكام في الاتحاد السعودي لكرة القدم وفي الاتحادات المحلية الأخرى أن تتم محاسبة الحكم التي تتكرر أخطاؤه، وبعد ذلك يتم إبعاده لو زادت الأخطاء، حتى لا تزيد الضغوط على منظومة التحكيم. وأكد أن المقصود بالأخطاء هي الأخطاء المؤثرة وليست الأخطاء التقديرية، مشددًا على أهمية معاقبة الحكم في حال تكرار الأخطاء المؤثرة، سواء بالتجميد أو حسب ما ترى اللجنة، ويرى الزيد أنه في حال لم ينجح العلاج في عملية إصلاح الحكم يتم إبعاده من المنظومة كاملة والبحث عن حكام أقل أخطاء؛ فالحكم الناجح هو الأقل أخطاء.

وعن تكليف لجان التحكيم للحكم الناجح في أكثر من مباراة مهمة حتى يتم حرقه، أجاب قائلاً: كوننا لجان تحكيم سواء محلية أو قارية، إذا كان لدي مجموعة حكام أن أوزع المباريات بينهم، لا أن أضغط حكما حتى يحترق، حتى وإن كان هو الخيار الوحيد الذي لدي، مؤكدا أهمية إتاحة الفرصة يستطيعون إدارة المباريات فعل لأكثر من حكم لقيادة المباريات التنافسية؛ حتى لا يكون هناك حكم واحد تحت الضغوط ومعرض للأخطاء.

 أن أحتفظ به لوقت آخر وأتيح الفرصة لحكم آخر، وربما يبدع ويكون أفضل، وهذا يعطي تنافسية بين الحكام وتقل الضغوط وأضاف: الحكم لو نجح في مباراة، عل عن الحكم الواحد، وكذلك الضغوط الإعلامية والجماهيرية عليه، ويكون نجاحه مستمرا بدلاً من إحراقه.

واختتم تصريحه: بدلاً من تجميده يتم إعطاؤه مباريات متوسطة؛ حتى يتجاوز الضغوط التي ستأتيه لو حكم أكثر من مباراة مهمة متتالية.