يتسكَّعان في الطرقات.. يتبادلان ربما كلمات الحب أو السباب.. لا يهم طالما يستمتعان.. لا يعبأن بنظرات المحيطين بهما من الناضجين.. التي ربما حملت الاستهجان أو التأييد أو الحسد لأنهم لا يستطيعون فعل ما يفعله المراهقان البلجيكيان من استمتاع لا مبالٍ بكل ما حولهما.
نعم، يقضي هؤلاء الناضجون العمر في كدح لتكوين منزل بحديقة، ربما لا يجدون وقتاً كافياً للاستمتاع به وسط انشغالاتهم، وشراء أثاث فاخر ربما لا يستخدمونه قدر ما يستخدمه الضيوف والغرباء. فلماذا لا يصبح العالم بالنسبة لـ"فلوريان فان هيك" و"برام غيرنيرت" حديقتهما التي يتجولان فيها طوال اليوم. وبالنسبة للمساء فقد حلا المشكلة كذلك بطريقتهما الخاصة.
فبعكس الآخرين راحا يقلبان أنظارهما في الأثاث الفاخر المعروض بأحد معارض شركات الأثاث الشهيرة، لا يتوقفان كثيراً عند الأسعار، فمن قال إنهما قد يشتريان أيا من هذه القطع، إنهما فقط سيستخدمانها! والأهم من ذلك أنهما سينشران لحظتهما المميزة للعالم.
لا تبيتوا في متاجرنا
شركة أيكيا الشهيرة للأثاث، التي اختبأ فان هيك وغيرنيرت في خزانة بمعرضها لحين إغلاقه مساء، قبل أن يخرجا ويقضيا الليل مستمتعين باستخدام فرشها الوثير، حذَّرت بعد هذه الواقعة من المبيت في متاجرها بعد إغلاقها، معتبرة أن من يفعل ذلك سيُعتبر من المُتعدين على ملكيات الآخرين، وسينتهي به الحال في مشكلة مع القانون.
وقالت المُتحدّثة باسم الشركة السويدية، يوهانا إيريتز، الأربعاء 21 ديسمبر/ كانون الأول 2016، إن الشركة تأخذ الأمر على محمل الجد، مضيفة "ليس بإمكاننا أن نضمن السلامة".
ويأت هذا القرار بعد نحو 4 أشهر من واقعة المراهقين فان هيك وغيرنيرت، التي حدثت في معرض للشركة ببلجيكا أغسطس/ آب 2016، حيث غادرا المعرض في نهاية المطاف دون أن يتم توقيفهما، ونشرا لاحقاً فيديو لفعلِهما الاستغلالي عبر الإنترنت، شوهد عبر يوتيوب أكثر من 1.7 مليون مرّة.
وبحسب ما نقلت صحيفة الغارديان البريطانية عن وكالة أسوشيتد برس؛ فقد قالت يوهانا إن أيكيا قد سجّلت نحو 10 وقائع مماثلة خلال العام الجاري 2016، في الولايات المُتحدة وكندا وبريطانيا وبلجيكا وهولندا والسويد واليابان وأستراليا وبولندا.
وقالت الوكالة إنه لم يتضح ما إذا كان أحدُ هؤلاء قد حوكم.
متعة مبالغ فيها
وكانت آخر حادثة لفتاتين تبلغان من العمر 14 عاماً، حاولتا المبيت في فرع شركة أيكيا بمدينة يونشوبينغ بالسويد، خلال عطلة الأسبوع الماضي، ولم تُبلغ الشركة عن الواقعة بسبب عُمر الفتاتين، بحسب وسائل إعلام محلية.
"بدلاً من ذلك؛ تحدّثنا إلى والديهما لتسوية الموقف، ونأمل أن يتباطأ هذا الاتجاه، فنحن لا نعلم ما المتعة في ذلك؟!"، هكذا قال مُتحدث باسم الشركة في حديث أجراه لصحيفة Aftonbladet السويدية.
وكررت يوهانا أيضاً، خلال حديثها يوم الأربعاء، أن المتعة المرتبطة بالمبيت في متجرٍ لأيكيا بعد موعد الإغلاق "مبالغ فيها".
ويأتي بيانها بعد عامين من دعوة أيكيا الناس للمبيت في أحد متاجرها الأسترالية، كجزء من دعايتها المشتركة مع شركة Airbnb؛ حيث أدرجت أيكيا أحد متاجرها في سيدني على موقع مشاركة أماكن الإقامة.
وحينها، قالت الشركة إن الفرصة تعد "النزلاء بتجربة غير عادية حقاً، ستتحوّل فيها غرف النوم المعروضة لدى أيكيا إلى خيارٍ ذي سمات غير متوقعة".