الطبيبة السعودية مريم صالح بن لادن، هي إحدى أبرز النساء المدافعات عن معاناة الأطفال اللاجئين السوريين، مزجت بين شغفها تجاه العمل الإنساني وهوايتها المفضلة "السباحة"، فوظّفت الهواية لتحقيق الشغف، ونجحت بافتتاح أول مركز طبي من نوعه لعلاج الأسنان مجاناً بمخيم للاجئين السوريين بمنطقة الأزرق في الأردن حيث يقطن هناك ما لا يقل عن 55 ألف لاجئ، وذلك بالتعاون مع الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية والـ"اي ام سي".
وكانت بن لادن قد حطمت هذا العام رقمين قياسيين، حيث كانت أول امرأة تقطع قناة نهر التايمز البريطاني سباحة على مسافة تمتد مسافة 101 ميل، وذلك خلال 10 أيام، كما قامت باجتياز قناة المناش الإنجليزية قاطعةً مسافة 21 ميلاً (34 كم)، لتصبح أول سعودية تحقق هذا الإنجاز.
وشاركت العام الماضي بتحدي هيلسبونت للسباحة في المياه المفتوحة في تركيا، لتصبح أول سعودية تستكمل هذا السباق بين قارتي أوروبا وآسيا، فيما كان الهدف من هذه المشاركات هو المساهمة في تسليط الضوء على مأساة اللاجئين السوريين، وحث المجتمعات على دعمهم والتبرع لهم.
وتقول مريم صالح بن لادن، التي نشأت وترعرعت بمدينة جدة، في حديثها لـ" العربية.نت"، إن نشأتها في البيئة السعودية حيث قيم العطاء والتكافل الاجتماعي، كان أحد أبرز الأسباب الذي غرس الشغف لديها بالعمل الإنساني، إضافة إلى محيطها الاجتماعي والأسري الذي ساهم بشكل كبير في نمو وعيها بأهمية العمل للغير وحب الخير والتفكير بالآخرين، حيث أكدت في حديثها أنه ليس هناك من يكره الخير ولا يتمنى العمل من أجله، لذلك يجب علينا أن نفكر دوماً في الآخرين مثلما نفكر في أنفسنا.
كما أعربت مريم أنها أرادت أن تثبت أنه بإمكان امرأة شابة من المملكة العربية السعودية تحقيق طموحها الذي تحلم به، وتشارك في الأنشطة الرياضية دون الإخلال بقيم الدين الحنيف وتقاليده، وفي الوقت نفسه ترفع من مستوى الوعي بقضايا أكبر وأكثر أهمية، وبشكلٍ خاص معاناة الآلاف من أيتام اللاجئين السوريين الذين يتعرضون للعديد من الظروف الصعبة والقاسية في وقتنا الحالي.
وحول الرقم القياسي الذي حققته في السباحة عبر نهر التايمز، قالت الدكتورة مريم "إني أوشكت على التراجع في اليوم الرابع، لكن كان لدعم أمي دورٌ كبيرٌ في شحذ همّتي، حيث ساهم إصرارها على تثبيت عزيمتي، واستطعت التغلب على الإحباط، والحمد لله تحقق الحلم".