انتشرت في الآونة الأخيرة وبالتزامن مع رواج وسائل التواصل الاجتماعي وسهولة استخدامها، ظاهرة الاستعراض التي تفرض نفسها على الآخرين ويضعها كثيرون تحت مسمى "الهياط"، ويتسابق عليها المتسابقون، في مجتمع تنتشر فيه تطبيقات التواصل بشكل قياسي، ويبحث فيه المتلقون عن أي شيء أو شخص يثير انتباههم حتى ولو بدافع الاستنكار.
وتتنوع أسباب ظاهرتي "الاستعراض" و"الهياط"، ما بين شكل يأخذ جانبا تكريميا في إظهار البذخ بإكرام الضيف، وآخر يأتي كاستعراض شخصي لأثرياء يريدون التباهي أمام الآخرين، ولكنها تشترك جميعا في كونها ظاهرة تجد استنكارا كبيرا وتُبرز جانبا مستهجنا في شخصية "المهايط"، فيما يراها آخرون حرية شخصية ووسيلة مباحة للتعبير، رافضين إطلاق هذا المسمى عليها.
ولم يكن عام 2016 مختلفا عن سابقه، والذي حوى مقاطع لأشخاص يغتسلون بدهن عود ملكي وشاب يكنس أموالا وآخر يحرق مبالغ من فئة الخمسمائة.
وفيما يلي نرصد أبرز حالات "هياط 2016":
"المتظاهر بنحر ابنه".. ربما يكون أكثر الفيديوهات التي لفتت الأنظار بقوة باعتباره ظاهرة قد تصل إلى حد خطير، حيث إن مصور الفيديو بالغ في الاستعراض لدرجة التمثيل بتنفيذ عملية نحر ابنه ليغسل الضيوف من دمه، ما أثار استنكارا واسعا مع مطلع عام 2016، لدرجة أن شرطة الرياض تدخلت في الموضوع بالقبض على الأشخاص الثلاثة المتورطين في تصوير المقطع.
"الاغتسال بدهن العود".. انتشرت حركة غسل أيدي الضيوف بدهن العود في أواخر 2015، عبر مقطع فيديو وجد انتشارا كبيرا، تبعه هذا المقطع في مطلع 2016، والذي يُظهر قيام أحد المواطنين بغسل أيدي ضيوفه بمادة قيل إنها "دهن العود"، أثناء إحدى المناسبات.
"كيسان من الهيل".. يندرج هذا الفعل تحت بند الهياط في نظر كثيرين خلافا لآخرين لا يرون ذلك، ولكنه بدا مبتكرا وغير مطروق من قبل، حيث قام مواطن بإظهار كرمه عبر نثر كيسين من الهيل داخل مجلس اجتمع به عدد من الرجال، محاولا التعبير بذلك عن كرمه واحتفائه بالمتواجدين.
"عشاء الخمسميات".. صور شاب مقطع فيديو ساخر لعشاء متكامل مصنوع من أوراق الخمسمئة ريال، بدءاً من عصير ملفوف بأوراق نقدية من فئة الخمسمئة، وكبسة كلها كذلك، وأخيرا "حلى" عبارة عن أوراق من فئة الخمسمئة ملفوفة. ورغم أن الشاب بدا ساخرا، إلا أن الفيديو لقي استهجانا واسعا، على اعتبار أن الاستعراض بالأموال بهذه الطريقة يجسد تباهيا غير لائق.
"بنتلي الراجحي".. يعد يزيد الراجحي من الشخصيات الحاضرة بقوة في وسائل التواصل الاجتماعي، والتي استخدمها في أحيان كثيرة لاستعراض ما يملك من ثروة. ولكن احد الفيديوهات وجد استنكارا من البعض، حيث ظهر فيه وهو يستعرض بسيارة من ماركة فارهة قال إنه لم ستخدمها لأن شكلها لم يرق له، ليجري اتصالاً بسكرتيره ويوجهه بشحن السيارة إلى شركة تعديل سيارات في ألمانيا.
"نحر الخرفان".. فيما استنكر البعض هذا الفعل، رآه كثيرون لا يندرج تحت "الهياط"، ولكن أصحابه أرادوا فقط أن يظهروا كرمهم تجاه ضيفهم، حيث قاموا بالاصطفاف على الطريق العام بجوار عدد من السيارات، ورحبوا بالضيف بمجرد توقف سيارته ثم قاموا بذبح عدد من الأغنام له وسط الطريق.
"إفطار رمضاني باذخ".. انتشر هذا المقطع في شهر رمضان الماضي، حيث ظهرت فيه عائلة وهي تستعرض طاولة الإفطار المتحركة. وأظهر المقطع رب الأسرة يجلس حوله أبناؤه وأمامهم الطاولة المتحركة وعليها الطعام، ليتناولوا منها ما لذ وطاب، في فعل أثار جدلا على مواقع التواصل.
استفز هذا الفيديو الذي ظهر فيه مراهقان وهما "يهايطان" بـ50 ألف ريال الكثير من المتابعين، حيث ظهر أحدهما وهو يلوّح بالأموال غير مبالٍ ويردد "فلوس فلوس"، قبل أن يضعها على الأرض ليسير الآخر بسيارته على المبلغ ويدهس الأوراق النقدية تحت إطار السيارة.