سجلت الحرب على الميليشيات الانقلابية في اليمن شجاعة غير مسبوقة وبطولات مشهودة للضباط والجنود السعوديين المرابطين على الحد الجنوبي والرابضين في الميدان، دفاعاً عن الدين والوطن وسهراً على أمنه وراحته.
ويعمل المرابطون على الشريط الحدودي في مهام متواصلة ليل نهار، على تمشيط الحدود ومتابعة حركة الميليشيات على الجهة المقابلة، ورصد محاولات التسلل نحو الأراضي السعودية وإحباطها، باستخدام أحدث أجهزة المراقبة، فيما لا تخلو مهامهم القتالية من بطولات ومواقف إنسانية مؤثرة نرصد فيما يلي بعضاً منها:
"يقتحم صفوف الميليشات لإنقاذ زملائه من الأسر".. خاطر عسكري بالحد الجنوبي برتبة رئيس رقباء يدعى "عياد السليمي الحربي" بحياته لإنقاذ زملائه الذين وقعوا في أسر المليشيات، أثناء مواجهات في شهر مايو 2016 خلال إحدى الهُدَن التي لم تلتزم بها الميليشيات، وقام الجندي يرافقه أحد الضباط باستقلال مدرعة واقتحما صفوف الميليشيات رغم إطلاقهم وابلاً من الرصاص عليهما، حتى وصلا إلى المبنى المحتجز به زملاؤهما وتمكنا من إنقاذهم والخروج بهم إلى مكان آمن.
"يخرج من خندقه ويستقل سيارته لإسعاف زملائه المصابين"... عندما تسبب قصف المليشيات لحدود المملكة في إصابة عدد من المرابطين بالحد الجنوبي في شهر أغسطس، سارع الملازم صالح بن محمد النعمان للخروج من خندقه الذي تمترس به بعيداً عن القصف، واستقل عربته العسكرية في التضاريس الحدودية الوعرة، واتجه نحو زملائه معرضاً نفسه لخطر الموت جرّاء القصف، وقام بانتشالهم ونقلهم إلى مركز الإسعاف.
"نقيب يقضي على 6 قناصين حوثيين خلال 10 أيام فقط".. وجهت القوات البرية السعودية خطاب شكر لنقيب أظهر براعة فائقة، حيث تمكن من قتل ستة قناصين من ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح على الحد الجنوبي في خمسة مواضع متفرقة وخلال عشرة أيام فقط، إذ تمكن من قتل قناصين عند مدخل ضخى في اليوم الأول من ذي الحجة، وقناص بالجبل الأسود، وقناص يسارَ رقابة نمر37 القديمة، وقناص بـ "شعيب الصالة"، وقناص آخر في مدخل ضخى مرة أخرى في يوم 11 ذي الحجة.
"6 ساعات في وضع السكون لقنص مسلح حوثي".. قضى أحد الجنود السعوديين ست ساعات على سفح أحد المرتفعات الجبلية المواجهة للحدود اليمنية، حيث كان في مهمة رصد ومراقبة أحد قناصة الحوثيين المختبئ بين الصخور على الجهة المقابلة، وكانت المسافة بينهما نحو كيلومترين فقط، وظل في وضع السكون لمدة ست ساعات دون أن يحرك يديه أو ساقيه، وينظر فقط من خلال "الدربيل" الذي يحمله فوق سلاحه، حتى حانت اللحظة المناسبة لاقتناص عدوه فأطلق عليه رصاصة واحدة أردته قتيلاً في نهاية شهر أكتوبر.
"أبطال القوات الخاصة يلقنون مسلحا حوثيا الشهادة لحظة احتضاره".. كان من أبرز المشاهد البطولية وأكثرها تأثيراً، ذلك الذي وثقه مقطع فيديو تداولته الشبكات الاجتماعية في 10 نوفمبر الماضي، عندما قام عناصر اللواء المظلي بالقوات الخاصة بتلقين أحد جرحى الحوثيين الشهادة وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، حيث كان المسلح ضمن هجوم حوثي قبالة جازان قبل أن يقع في قبضة المرابطين.
"استشهاد القحطاني مقبلاً في ميدان المعركة".. استشهد الرقيب أول سعيد سلطان القحطاني خلال المواجهات مع مليشيات الحوثيين بالحد الجنوبي بجازان في منتصف نوفمبر الماضي، حيث وثّق مقطع فيديو لحظة استشهاده مقبلاً بوجهه نحو الخطوط الأمامية للمواجهات لصد المليشيات وإحباط تسللها أو استهدافها للأراضي السعودية، إذ أصابته أعيرة مسلح حوثي وظفر بشرف الشهادة دفاعاً عن دينه ووطنه.
"مصاب يحمل زميله على ظهره ويواصل القتال".. كُشف في شهر نوفمبر الماضي عن بطولة المرابط حمدان الحمدان، الذي أصرّ على حمل زميله النقيب عامر الرميح لأكثر من ربع ساعة، والذي كان قد فقد قدمه اليمنى في انفجار لغم خلال مهمة انتشال جثمان شهيد في نقطة الخوبة بجازان، وذلك حتى يتمكن هو وزميله الرميح وبقية زملائهما من إكمال المهمة التي كُلفوا بها بنجاح.
"طيار يلغي مهمة لاستهداف موقع للمليشيات بسبب وجود مدنيين".. سجّل طيار بالقوات الجوية السعودية موقفاً إنسانياً عندما قرر إلغاء مهمة استهداف موقع تابع لميليشيا الحوثي بسبب وجود مدنيين بالقرب منه، وقال في تقرير تلفزيوني مطلع ديسمبر الجاري: "ألغيت المهمة من قيادة التحالف، وذلك لأننا لاحظنا وجود مدنيين في الموقع وقت الاستهداف، فأبلغنا قيادة التحالف بذلك، وأمروا بإلغاء المهمة".
"ودَّع أبناءه ثم استشهد أثناء تصديه لمحاولة اختراق الحدود".. بعث النقيب عبدالرزاق الملحم رسالة لابنه وابنته من الحد الجنوبي قبل خمسة أشهر، يطمئنهما عليه، ويؤكد لهما أنه ليس مشغولاً عنهما، وذلك قبل أن يُستشهد أثناء تصديه لمحاولة المليشيات التسلل واختراق الحدود، حيث نشر ابنه متعب الرسالة التي وثقها والده بالفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي في 23 ديسمبر 2016.
"جندي يفقد بصره لدى محاولته إنقاذ زميله".. توجّه الجندي عبدالله الغامدي رفقة عدد من زملائه الجنود لإنقاذ زميلهم المصاب إثر الاشتباكات بالحد الجنوبي، وخلال أدائه مهمته ببسالة انفجر لغم أرضي وأصابته شظاياه في وجهه فأفقدته بصره، حيث لازم العلاج لمدة عام وتأخر زواجه، قبل أن يستعيد بعض قدرته على الإبصار، ويروي هذه الملحمة البطولية في تصريحات صحفية في الـ24 من ديسمبر 2016.