تناولت صحيفة "دي بريس" النمساوية الشهيرة مسألة ما بعد "التفوق العسكري" للرئيس الأسد في سوريا والذي أنجزته روسيا وإيران، إضافة للاتفاق الأخير مع تركيا.

ورأى كاتب الصحيفة، مارتين كيلين، أن موسكو باتت تدرك صعوبة أن تقود السلطات السورية عجلة إعادة بناء الدولة، نظرا لأن العمليات الحربية تسببت بالكثير من الشروخ والكراهية.

ويقول كاتب المقال: "روسيا، أمنت إلى حد كبير في مساندتها القوات السورية تفوقا عسكريا، ونرى أن عجلة الحرب توقفت، وبدأت في الأفق مبادرات وقف الأعمال القتالية والانتقال إلى حل سياسي".

ولكن، روسيا لا يمكنها البقاء في "الحرب الأهلية السورية" لمدة طويلة، وحتى مع تلاشي آمال المتمردين في السيطرة على الوضع، لكن موسكو تريد دولة مؤسسات طويلة الأمد وهذا غير ممكن.

السبب في ذلك، حسب رأي المقالة يكمن في حجم مشاعر الانتقام التي بات يكنها قسم كبير من السوريين.

لذا، فمن الطبيعي أن يبدأ البحث عن تبديل تدريجي لحكم الرئيس الأسد.

إلى ذلك، يشير المقال إلى زاوية أخرى قد تشكل معضلة لموسكو، وهي احتمال أن تجد نفسها في موقع ثانوي، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الطموحات الإيرانية في أن تصبح الدولة الإقليمية الأهم، وذلك من خلال نفوذها وتحركاتها في سوريا، وطبعا بالتنسيق مع السلطات السورية.

وعرجت الصحيفة، في سردها، إلى مسألة انتخاب أمين عام جديد للأمم المتحدة، وهو بالطبع سيضع خطة جديدة لمفاوضات جنيف التي تسبقها مفاوضات في آستانا وسيحاول بكل طاقته أن تكون نتائج العملية السياسية في سوريا مناسبة للجميع، ما يفتح الباب لحلول وسط كثيرة.

وفي ختام المقال، تترك الصحيفة باب هذه الاحتمالات جميعها مفتوحا مع دخول الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب للبيت الأبيض وإمكانية أن تتواءم أفكاره في الملف السوري مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.