كشفت وثيقة نزعت الحكومة البريطانية عنها السرية مؤخراً، كانت ضمن ملفات عديدة احتواها مكتب رئيسة الوزراء مارغريت تاتشر، عن مقابلة مطولة انعقدت في الرياض بين الملك فهد ووزير الخارجية البريطاني آنذاك "دوغلاس هيرد" استغرقت قرابة الساعتين.
وأوضحت الوثيقة التي تستعرض فترة حرب الخليج الثانية والمكتوبة في (4 سبتمبر 1990)، آراء الملك فهد في عديد من القضايا بالمنطقة، ومواقفه من بعض الزعماء العرب، ودعمه لعدد من الدول، وتحذيره من الخطر الإيراني.
وأورد هيرد في وثيقته التي أرسلها لتاتشر، أن الملك فهد أكد أنه يدرك عصبية صدام حسين، ورغبته في البحث عن مخرج بعد غزوه لدولة الكويت، حيث تمسك الملك بانسحاب صدام من الكويت دون شروط، كما شدد على رفضه لأي تدخل عسكري لا يكتسب شرعية من الأمم المتحدة.
وتحدث الملك– وفقاً للوثيقة- عن مشكلات صدام حسين مع إيران، وذكر أنه نصحه بعدم الانجرار لحرب لا منفعة فيها، لكن صدام لم يشأ أن يستمع، لافتاً إلى أنه حين بدا أن إيران كانت على وشك الانتصار، لم يكن أمامه خيار سوى مساندة صدام؛ لتجنب مخاطر أي نصر إيراني.
كما ذكرت الوثيقة بحسب صحيفة "عكاظ"، أن الملك تحدث عن سعي صدام لحشد الزعماء العرب للانضمام إلى تكتل مناهض للمملكة، وكيف كان الملك حسين وعلي عبدالله صالح وياسر عرفات ورئيسا السودان وموريتانيا يقومون بجولات في المنطقة للترافع نيابةً عن صدام، حيث كان الأخير يحفزهم بنصيب مما سيغنمه في الكويت.
وكشفت الوثيقة حرص الملك فهد على احتضان الملك حسين ملك الأردن؛ لإبعاده عن القادة الأشرار، كذلك معرفته بـ"فساد" الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، وتقليله من شأن مساندة الأخير لصدام.