أعلنت إيران عزمها تنفيذ مناورات بحرية جديدة خلال الأيام المقبلة، وذلك في خطوة تأتي وسط توتر دولي متصاعد بسبب ملفها النووي وتهديدها للبحرية الأمريكية بضرورة عدم العودة لمياه الخليج وتلويحها بإغلاق مضيق هرمز، وذلك بعد أيام على انتهاء مناورات واسعة النطاق في المنطقة نفسها كانت قد فاقمت من القلق في المنطقة.

ونقلت وكالة فارس الإيرانية شبه الرسمية عن القائد العام للقوات البحرية في حرس الثورة، العميد علي فدوي، قوله إن قواته: "ستقوم بمناورات بحرية كبرى" في منطقة الخليج ومضيق هرمز "خلال الشهر الإيراني القادم،" أي بعد أكثر من أسبوعين.

وأفادت الوكالة بأن العميد فدوي قال إن هذه المناورات "ستكون السابعة ضمن حلقات مناورات 'النبي الأعظم' السابقة لقوات الحرس الثوري،" مشيرا إلى وجود "تطورات ملحوظة" في هذه المناورات بالنسبة للمناورات السابقة للحرس الثوري.

وأشار العميد فدوي إلى المناورات البحرية الأخيرة للجيش الإيراني وأوضح أن ثقل هذه المناورات كان في بحر عُمان، فيما سيكون الثقل الأكبر لمناورات الحرس الثوري القادمة في الخليج ومضيق هرمز.

وحول الأهمية الإستراتيجية التي يحتلها مضيق هرمز على الاقتصاد العالمي وتصريحات بعض المسؤوليين الأميركيين حول هذه المنطقة، أكد العميد فدوي أن هذه المنطقة "تحت السيطرة الإيرانية الكاملة،" وأن القوات الإيرانية "ترصد وتتابع جميع التحركات فيها،" على حد تعبيره.

وكانت إيران قد اختتمت قبل أيام مناورات حمل اسم "الولاية 90" استمرت لعشرة أيام بعد أن بدأت في 24 ديسمبر/كانون الأول الماضي، شملت إطلاق صواریخ وصفتها إيران بأنها "متطورة،" بينها صواريخ أرض - أرض، وأرض بحر، وبحر -أرض، وأخرى من طراز "قادر" و"نصر" و"نور."

وجرت المناورات شرق مضیق هرمز وبحر عمان و شمال المحیط الهندی و ذلك باستعراض عسكری للوحدات المشاركة فی المناورات بما فیها البوارج و المدمرات و قاذفات الصورایخ والغواصات الثقیلة والخفیفة والفرقاطات ووحدات الطیران.

وبنهاية المناورات، نصح القائد العام للجیش الإیراني، اللواء عطاء الله صالحي، حاملة طائرات أمریكیة كانت تبحر في بحر عُمان أثناء المناورات بعدم العودة إلى مياه الخليج، وأضاف بأن إيران "لا تنوي تكرار تنبيهها وتحذيرها في هذا الصدد."

ورفض البنتاغون التصريحات الإيرانية التي دعت واشنطن إلى عدم إعادة إحدى حاملات الطائرات التابعة لها إلى مياه الخليج بعد خروجها منه إلى بحر عُمان أثناء مناورات بحرية ضخمة اختتمتها الجمهورية الإسلامية الاثنين، بتجارب صاروخية، وأكد ناطق رسمي أمريكي أن نشر القطع البحرية بالخليج "مستمر."

كما لوحت إيران على لسان محمد رضا رحيمي، النائب الأول للرئيس الإيراني، بإغلاق مضيق هرمز في حال جرى فرض حظر على صادراتها النفطية، وقال رحيمي إن "قطرة نفط واحدة لن تمر عبر مضيق هرمز إذا كان مقررا فرض حظر علی النفط الإيراني.

ورد السطول الخامس الأمريكي المتمركز في البحرين بالقول: "كل من يهدد بتعطيل حركة الملاحة في معبر دولي هو بالتأكيد خارج المجتمع الدولي،" مؤكداً "عدم التسامح" مع أي محاولة لإغلاق المضيق الذي تعبر منه يومياً 40 في المائة من إمدادات النفط العالمية.