وجه الرئيس الامريكي المنتخب دونالد ترامب نار غضبه على منافسته السابقة هيلاري كلينتون، وذلك بعد اطلاق تحقيق في تصرف مكتب التحقيقات الاتحادي خلال الحملة الانتخابية الاخيرة.

ويواجه المكتب ووزارة العدل اسئلة حول اسلوب تعاملهما مع قضية استخدام كلينتون لخادم بريد الكتروني خاص.
وكان قرار مدير مكتب التحقيقات الاتحادي جيمس كومي باعادة فتح التحقيق في تلك القضية قبل حلول موعد الاقتراع بـ 11 يوم قد احدث هزة كبيرة في السباق الانتخابي.

اما ترامب، فبعث الجمعة بتغريدة قال فيها إن كلينتون "مذنبة كالجحيم (اي بلا ادنى شك)".

ويواصل الرئيس الامريكي المنتخب اطلاق التغريدات التي يتناول فيها شتى المواضيع قبل اسبوع واحد فقط من موعد توليه منصبه الجديد.

ولا يبدو ان غضبه حول ما يقال إنها اثباتات دامغة ضده يحتفظ بها الجانب الروسي في طريقه الى الانحسار بأي حال، إذ كرر ادعاءه بأن الموضوع لا يعدو كونه "انباء كاذبة" و"مزاعم لا اساس لها" يروج لها "اعدائي السياسيون وجاسوس فاشل يخشى المقاضاة."

وحول ترامب انتباهه عقب ذلك الى الاعلان الذي صدر الخميس والقائل إن جهة رقابية حكومية امريكية ستتولى التحقيق في التصرفات التي قام بها مكتب التحقيقات الاتحادي ووزارة العدل اثناء الحملة الانتخابية.

وكان ترامب، عقب فوزه بالانتخابات، قد خفف من حدة خطابه ضد منافسته، ورفض ان يسير قدما بتحقيق الوعد الذي قطعه ابان حملته "بسجنها" لسيرتها الاجرامية.

وقال ترامب في تغريدة بعث بها الجمعة "ما الذي يشتكي منه اتباع هيلاري كلينتون فيما يخص مكتب التحقيقات الاتحادي؟ تأسيسا على المعلومات التي كانت بحوزتهم (اي المكتب) كان ينبغي منعها من الترشح اساسا، فهي مذنبة كالجحيم."

ومضى للقول "كانوا لطفاء جدا معها، ولكنها خسرت (الانتخابات) لانها لم تختر الولايات التي كان ينبغي ان تركز حملتها عليها وكانت بلا حماس."

وكان المفتش العام لوزارة العدل مايكل هوروفيتز قال الخميس إنه سيحقق في "تصرفات معينة" صدرت من الوزارة ومن مكتب التحقيقات الاتحادي.

ورغم ان المكتب برأ ساحة كلينتون قبل ايام قليلة من توجه الامريكيين الى صنادق الاقتراع، يصر فريقها على ان تدخل كومي مدير المكتب كان عنصرا رئيسيا في خسارتها.

وقال هوروفيتز إن التحقيق الذي سيترأسه سينظر في المؤتمر الصحفي الذي عقده كومي في تموز / يوليو 2016، والذي قال فيها إن المكتب لا يوصي بتوجيه اي اتهامات لكلينتون.

كما ستخضع للتحقيق رسالة بعث بها كومي الى الكونغرس الامريكي في الـ 28 من تشرين الاول / اكتوبر الماضي قال فيها إن ثمة رسائل الكترونية اخرى تخض كلينتون ينبغي ان تخضع للتحقيق والتمحيص.

وقال مفتش عام وزارة العدل إن التحقيق الذي يرأسه قد جاء ردا على "العديد" من الطلبات تقدم بها الجمهور واعضاء في الكونغرس.

وكانت كلينتون قالت إنها نصبت خادم البريد الالكتروني الخاص في منزلها من اجل تسهيل الامور، ولكنها اعترفت بأن ذلك كان خطأ.

وقال مكتب التحقيقات الاتحادي عند تبرئتها في تموز / يوليو بأن كلينتون وفريقها كانوا "مهملين جدا" في التعامل مع الرسائل الحساسة، ولكن ليس ثمة دليل على تعمدهم خرق القانون.

ولكن، وفي تشرين الاول / اكتوبر، فتح المكتب التحقيق مجددا لفترة وجيزة بعد ان عثر محققون على مواد جديدة، ولكنه (المكتب) لم يعثر على اي ادلة مهمة واغلق التحقيق مرة ثانية.

وفي تغريدة اخرى من تغريداته، قال ترامب إن "فريقي سيعد تقريرا وافيا حول الاختراقات الالكترونية في غضون 90 يوما."

وكان ترامب قال في مؤتمره الصحفي الذي عقده الاربعاء إنه يريد ان يعد تقريرا عن كل اصناف الاختراق الالكتروني بما فيها المجالات الدفاعية والصناعية.

كما اعترف للمرة الاولى بأنه "يعتقد ان روسيا" تقف وراء الاخترافات المتعلقة بالحملة الانتخابية، ولكنه اضاف ان آخرين قد اخترقوا الانظمة الالكترونية الامريكية ايضا.

وكانت اجهزة الاستخبارات الامريكية نشرت في وقت سابق من الشهر الحالي نسخة غير سرية من تقرير يدعي ان الحكومة الروسية كانت "تفضل بوضوح" فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية.

وجاء في التقرير ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "امر" بالقيام بحملة تهدف الى التأثير على نتيجة الانتخابات.
كما تعكف اجهزة الاستخبارات الامريكية على التحقيق في ادعاءات تقول إن لدى موسكو معلومات حول ترامب قد تستخدم للابتزاز.

وتفيد مزاعم غير مؤكدة بأن فريق ترامب تواطأ مع روسيا، وان هناك اشرطة فاضحة تتعلق بحياة الرئبس المنتخب الخاصة بما في ذلك اشرطة يقال إنها تثبت معاشرته لعاهرات في فندق ريتز كارلتون في موسكو.
ولكن ترامب قال في تغريدة يوم الجمعة إن هذه الادعاءات "محض اكاذيب."