أكد شقيق أحد المعتقلين السعوديين في العراق لـ "الوطن"، أن الزيارات التي كان يخطط أن تقوم بها العائلات السعودية لأبنائها المعتقلين هناك, أرجئت إلى أجل غير مسمى، لدواع أمنية، في وقت شهد فيه العراق خلال الأيام الماضية عودة مسلسل التفجيرات التي قضى فيها عدد من العراقيين نحبهم.

وقال محمد الكربي، شقيق علي الكربي المعتقل السعودي في سجن قلعة سوسة بإقليم كردستان، إنه اتصل على سكرتيرة مبعوث اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالكويت، وأفادته أن السلطات السعودية قررت عدم السماح بزيارة المواطنين لأبنائهم في العراق حفاظا على أمنهم.

لكن الملحق الصحفي للجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي فؤاد بوابة، أكد لـ«الوطن» عدم تلقي اللجنة أي خطاب رسمي من الجانب السعودي، يفيد إلغاء الزيارات أو المضي بها، مؤكدا أن التنسيق بدأ منذ أشهر عدة ولكن الزيارات لم تتم حتى الآن. ويصل "بوابة" إلى الرياض غدا في زيارة عمل.

وأكد مصدر مطلع، أن الحكومة السعودية ترى أن أمن مواطنيها في الخارج، هو خط أحمر، ولا يمكن أن تمضي في أي أمر يعرض حياتهم وسلامتهم للخطر.

وقدر الكربي قرار السلطات السعودية في هذا الشأن، شاكرا للحكومة حرصها على حياة المواطنين في الداخل والخارج، وتجنيبهم أية مناطق قد يتعرضون فيها للمخاطر المحتملة، وخصوصا بعد عودة العنف للشارع العراقي. وأشار الكربي إلى أن آخر اتصال تلقاه من شقيقه علي كان أمس الخميس، واطمأن فيه على صحته.

قصة الكربي

لا تختلف قصة المعتقل علي الكربي عن قصة أي من الشباب السعودي الذين اعتقلوا في العراق فترة ذهابهم إلى هناك، مدفوعين بـ"حماسة النصرة". دخل الكربي في 6 ديسمبر 2011، عامه السادس في السجون العراقية، متنقلا بين 4 معتقلات، بدأت بمعتقل أبو غريب سيئ السمعة الذي تعرض فيه وغيره إلى ألوان التعذيب على يد السجانين الأميركيين، فيما لم يكن حالهم أفضل في بقية المعتقلات التي تنقل بينها بعد ذلك، مرورا بسجن البصرة الخاضع للوصاية البريطانية بمعسكر بوكا، غير أن حالهم الآن في معتقل قلعة سوسة بكردستان العراق والذي وصلوا إليه من سجن بادوش بالموصل، يبدو أفضل من بقية المعتقلات، ويعكس ذلك الرسائل التي يبعثها علي الكربي إلى عائلته، والتي كان آخرها رسالة مؤرخة في 6 ديسمبر 2009.

ومنذ ذلك الوقت، انقطعت الرسائل بين الكربي وعائلته، وحلت مكانها الاتصالات الدورية، والتي جاءت لتزيل بعض لوعة الفراق التي طالت بين السعوديين وأبنائهم المعتقلين في العراق. وتقف مسألة العناية الصحية، والتي تعتبر من الأولويات، كأهم المشكلات التي تواجه المعتقلين في معتقل قلعة سوسة بشكل عام، والسعوديين بشكل خاص. وحملت إحدى رسائل علي الكربي، إشارات لتردي الأوضاع الصحية داخل معتقل سوسة، حيث قال في إحداها "أما عن الوضع داخل السجن بالنسبة للعلاج.. فادعو لمرضانا". اسم علي الكربي، ورد في قائمة الـ107 معتقلين التي سلمتها سفارة العراق لدى الرياض للسلطات السعودية، وجاء رقمه التسلسلي في الخانة 14.

القائمة العراقية

وأشار محمد شقيق علي الكربي، إلى أن القائمة العراقية حملت أشخاصا أفرج عنهم منذ زمن، في إشارة لوجود أخطاء في تلك القائمة. ولفت الكربي إلى أن المعلومات التي تأتيهم من العراق تفيد بأن هناك سعوديين قضوا تحت التعذيب في تلك السجون، مناشدا السلطات السعودية بضرورة التدخل لحل مشكلة أبنائهم المعتقلين.

رسائل علي الكربي التي يبعثها من مكان احتجازه في معتقل قلعة سوسة، لم تكن جادة في مجملها، بل حملت جانبا من الطرفة الممزوجة بالألم، حيث قال في إحدى رسائله "صارت عندي بعض المهن المنزلية كغسيل البطانيات, والأرضيات, وخياطة الملابس". وأشار الكربي في رسالة أخرى إلى وجود توجه من الأكراد لتزويج السعوديين المعتقلين، قائلا "الأكراد يحبون السعوديين ويريدون يزوجونا.. وما أدري ليش؟".