عرض جناح وزارة الخارجية بالمهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية"، قصص نشأة ومراحل التطور والإنجازات التي مرت بها المملكة، بالإضافة إلى وثائق ومعاهدات وأختام تظهر تاريخ البلاد قديماً، وسير عدد من الرموز والشخصيات التي كان لها دور بارز في خدمة البلاد، من بينهم السفير حافظ وهبة.

ويعد السفير حافظ وهبة واحداً من أهم السياسيين الذين خدموا المملكة وأسسوا لسياساتها الداخلية والخارجية، وكان سفير المملكة لدى بريطانيا تحت مسمى وزير مفوض سعودي في لندن، ليكون أول مَن حمل جواز السفر الدبلوماسي باعتباره أول سفير لدى المملكة في الخارج.

وحافظ وهبة هو مَن صمم العلم السعودي وأسس نظام التعليم بالمملكة وساعد في تطويره وواجه صعوبات كبيرة عند بداية عمله في هذه المهمة، حتى صارت المملكة تضم عدداً كبيراً من المدارس والمعاهد والكليات والجامعات حتى يومنا هذا.

كما أنه ساهم في الارتقاء بالتعاون السياسي والعسكري بين المملكة وبريطانيا، وحل الكثير من المشكلات والمواقف السياسية، وكان له
دور بارز في توثيق العلاقات بين مصر والسعودية، إضافة إلى تأسيس علاقات بين المملكة واليابان.

وُلد حافظ وهبة في العاصمة المصرية القاهرة في حي "بولاق" عام 1889، ونشأ في أسرة محافظة دينياً ومتوسطة الحال، وتعلم الكتابة والحساب والقرآن في الكتّاب وأتم حفظ القرآن وعمره 11 عاماً، ثم التحق بالأزهر الشريف ودرس على يد عدد من العلماء والمشايخ من بينهم الشيخ محمد عبده ومحمد مخلوف وعلي البولاقي.

بعد أن نفاه البريطانيون من مصر انتقل وهبة إلى الخليج وعمل مدرساً للغة العربية في المدرسة المباركية بالكويت، وتعرّف على الملك عبدالعزيز خلال وجوده هناك، وكان يتردد على مساجد الكويت ويلقي الدروس بها، وأسهم في توعية الناس بخطر الاحتلال الأجنبي وضرورة مقاومته.

حضر إلى المملكة بعد دعوة تلقاها من الملك عبدالعزيز – رحمه الله- حيث عمل مع مؤسس البلاد مستشاراً سياسياً في ديوانه، ثم سفيراً للمملكة لدى بريطانيا أثناء الحرب العالمية الثانية.

له العديد من المؤلفات أبرزها كتاب جزيرة العرب في القرن الـ20 وكتاب 50 عاماً في جزيرة العرب، وثق خلالهما حياة الملك عبدالعزيز والملك سعود والملك فيصل رحمهم الله ومقولاتهم وأعمالهم.