في بيان يعكس نية الرئيس دونالد ترامب التحرك جدياً في عملية السلام، وفي ضوء جهود إقليمية ودولية لتحريك هذا الملف، أكد الرئيس الأميركي في اتصاله الأول مع الرئيس محمود عباس، أن «الوقت حان لإبرام الصفقة» و «الوصول الى اتفاق يعطي الفلسطينيين والإسرائيليين السلام والأمن اللذين يستحقونهما».

وعقب الاتصال، هاتف الرئيس عبّاس العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني للمرة الثانية خلال 24 ساعة، وبحث معه الاستعدادات لعقد القمة العربية نهاية الشهر الجاري في البحر الميت، والجهود العربية لإنجاحها لتوحيد الصف العربي ودعم القضية الفلسطينية. وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) بأن عباس وضع العاهل الأردني في صورة المكالمة الهاتفية التي أجريت مع ترامب، خصوصاً في ما يتعلق بحل الدولتين والتزام ترامب عملية سلام حقيقية.

وكشف كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أمس تفاصيل جديدة عن المكالمة الهاتفية، وقال لإذاعة «صوت فلسطين» إن ترامب أكّد التزامه الوصول إلى سلام دائم وعادل من خلال صفقة تاريخية، كما أعرب عن رغبته في إنهاء معاناة الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني. وأضاف أن عباس ردّ بوجوب إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 باعتبارها ضمانة للأمن والاستقرار وخدمة لمصالح الأطراف كافة.

وكان البيت الأبيض أكد في بيان عن فحوى الاتصال بين ترامب وعباس أول من أمس، أن الزعيمين «ناقشا سبل دفع عملية السلام في الشرق الأوسط، بما في ذلك اتفاق شامل من شأنه إنهاء الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي»، وأكد ترامب اعتقاده الشخصي أن «السلام ممكن، وأن الوقت حان لإبرام صفقة». وأشار إلى أن «مثل هذا الاتفاق لن يعطي الإسرائيليين والفلسطينيين السلام والأمن اللذين يستحقونهما فقط، إنما سيكون مردوده إيجابياً في أنحاء المنطقة والعالم».

وقال ترامب في المكالمة «إن اتفاق سلام كهذا يجب التفاوض عليه مباشرة بين الطرفين، وإن الولايات المتحدة ستعمل في شكل وثيق مع القيادة الفلسطينية والإسرائيلية لتحقيق تقدم نحو هذا الهدف»، معتبراً أن «الولايات المتحدة لا تستطيع فرض حل على الإسرائيليين والفلسطينيين، ولا يمكن لجانب واحد فرض اتفاق على الآخر». ودعا الرئيس الفلسطيني إلى اجتماع في البيت الأبيض في المستقبل القريب. ولم يحدد موعد الزيارة، وإن كان من المرجح أن تتم في حزيران (يونيو) المقبل.

وهذه المكالمة الهاتفية هي الأولى بين الرئيسين، رغم المساعي الفلسطينية الحثيثة منذ فوز ترامب للتواصل مع الإدارة الجديدة، وهو أمر استغرق ٥٠ يوماً، وسبقه تنسيق مع الجانبين الأردني والإسرائيلي من جانب واشنطن. وقالت مصادر موثوقة لـ «الحياة» إن هناك «حراكاً إقليمياً واتصالات لجهات عربية مع إدارة ترامب لتحريك عملية السلام تحت المظلة الإقليمية التي تسعى اليها واشنطن». وجاءت مواقف ترامب الأخيرة، وبينها التراجع الموقت عن نقل السفارة الأميركية الى القدس، لتقلق الجناح المتشدد في اللوبي الإسرائيلي في واشنطن.