ارتبط عدد من المهن بموسم الحج عند أهالي مكة المكرمة وضواحيها، ويتسابقون عَبْرها لخدمة الحجاج منذ وصولهم إلى الأراضي المقدسة وحتى مغادرتهم عائدين لأهلهم.

وتتمحور مهمة الطوافة، في استقبال الحجاج والترحيب بهم، كذلك تنظيم خروجهم إلى الحرم المكي للطواف عند القدوم والمغادرة، إضافةً إلى متابعة سكن الحاج في مكة ، وتوفير وسائل النقل، والتفويج إلى منشأة الجمرات، وإسكانهم في المشاعر المقدسة، بالإضافة إلى تقديم خدمات الإعاشة.

كما تُعَد "الزمازمة" التي اشتهر بها أهالي مكة من تلك المهن، وتتمثل في إرواء ضيوف الرحمن من ماء زمزم، حيث كانت آلية عمل الزمازمة جلب الماء من بئر زمزم وتخزينه في الأزيار "أوعية فخارية كبيرة تشبه الخزان"، ثم تبخر بالمستكة لإكساب الماء رائحة زكية، بعد ذلك يتم صبها في طيس "أوعية نحاسة تستخدم للشرب" وتقديمها للحاج.

وتنشط أيضاً مع اقتراب موسم الحج من كل عام "مهنة الصرافة" التي ترتكز على تبديل العملات التي كانت تتداول في السوق بسبب الحركة التجارية للحجاج.

فيما تعد صناعة السبح من المهن العتيقة التي تم توارثها أجيالاً بعد أجيال في مكة المكرمة، كونها من الهدايا التي يفضل الحجاج شراءها لأنفسهم وذويهم، ويتم استعمال أنواع مختلفة من الأحجار الكريمة مثل الياقوت والزمرد والزفير، التي تعد من أندر الأحجار الكريمة، كذلك يتم استخدام الأخشاب، وتتفاوت أسعارها حسب المواد المستخدمة لصناعة السبحة ومدى صفاوة الأحجار من الشوائب ودرجة غمق لونها.

وبرزت أيضاً مهنة "الكشافة" حيث تقوم بأداء مهمات تطوعية بالتعاون مع وزارة الحج، حتى تأسست جمعية الكشافة السعودية عام 1382هـ، وأصبحت من الجمعيات الرسمية التي تعنى بالمساعدة في خدمة ضيوف الرحمن وكافة القطاعات التي تتعلق بتسهيل وتيسير تجربة الحاج.

**carousel[288140,288141,288142]**