بالنسبة لمحبي الماضي، والراغبين في شراء المقتنيات التراثية القديمة، فإن سوق الزل التاريخي، الواقع في شارع الثميري، أحد أقدم المواقع التجارية في العاصمة الرياض، يعد قبلة يولون وجوههم شطرها.

السوق التاريخي، أرجح الروايات تشير إلى أن عمره يتجاوز القرن. يكتظ بالزوار، وبخاصة في أيام الإجازات الأسبوعية. إذ يحب البعض زيارة هذا المكان، يعتبرونه لجوءاً حميماً للماضي. فيما يعج بأصوات الباعة، وعباراتهم الشهيرة: أبيع، أبارك، أسجل.

المشغولات التراثية تملأ المكان. خواتم فضة. عملات معدنية. أسطوانات موسيقية. أعداد تاريخية لصحف ورقية. مجلات قديمة، مثل الرياضي ، والصقر، وماتش، إلى جانب النجوم، والنادي، والمجتمع، وليلة خميس، إضافة إلى الكتب الدراسية أيضاً.

ليس هذا فحسب، بل يضم السوق أسطوانات، وأشرطة كاسيت، قديمة لأغنيات ارتبطت في أذهان بعض الزوار، مكدسة في حقائب كبيرة، تفترش الأرض. تستهوي الغالبية من الذين قصدوا هذا السوق التراثي.

وفي هذه الأثناء، زارت "أخبار 24" سوق الزل التاريخي، والتقت العاملين فيه، ووقفت على تفاصيله. في حين يقول أبو تركي، مالك متحف أمجاد الجزيرة، إنه دأب على الحضور إلى هذا السوق منذ أربعين عاماً، نظراً إلى تعلقه الشديد بالتراث والمقتنيات القديمة.فيما يلفت إلى أنه احتفظ طوال سنوات حياته بأعداد كبيرة من المشغولات التراثية، والمجلات القديمة والكتب.

ويضيف في حديثه أنه في الوقت الحاضر أصبحنا نشتري متاحف تراثية بأكملها، بعضها تصل قيمته إلى 80 ألف ريال، لكنه لفت إلى أن المرحلة الراهنة يعيش حراج سوق الزل حالة كساد، إذ يكاد ينعدم العرض فيه.

ورصدت الجولة الصحافية لـ " أخبار 24 " توافد عدد من الزوار الأوروبيين إلى السوق القديم الذي يحظى بخصوصية لافتة قلما توجد في مكان آخر، إذ يضم في جنباته محال تجارية للمنسوجات الرجالية، مثل البشوت، بجانب أماكن بيع السجاد.