أصبح مجهولو الهوية ممن يختفون في الجبال والمغارات القريبة من محافظة أحد رفيدة التابعة لمنطقة عسير، يمثلون مصدر قلق وخوف ربما يصل إلى مرحلة الذعر لأهالي المحافظة، نظراً لتكاثر أعدادهم واحترافهم الاتجار بالمخدرات وصناعة الخمور وتأجير مجهولات الهوية للعمل في المنازل، إضافة إلى جرأتهم في مقاومة من يقترب منهم بإطلاق الرصاص الحي. وأثار إطلاق نار كثيف استمر من صباح أول من أمس حتى المساء، الذعر بين قرى مركز شعف جارمة التابع لمحافظة أحد رفيدة، وأكد المسن يحيى بن متعب سابره أن إطلاق النار من مكان مجهول بدأ من الساعة التاسعة صباحا حتى المساء، وأبلغ الشرطة التي حضرت على الفور.

وأبدى عدد من أهالي المحافظة، استغرابهم من وجود هؤلاء "مجهولي الهوية" الذين يمثلون خطراً حقيقياً على المواطنين، وطالبوا الجهات الأمنية بسرعة القبض عليهم وتطهير المحافظة منهم.

وقال كل من عبدالعزيز الشواطي وحسن القحطاني: إن معظم المجهولين الموجودين في المحافظة من الجنسيات الإفريقية، وأعداد قليلة من الجنسية اليمنية، وإنهم يوجدون في القرى والجبال المحيطة بالمحافظة، فيما أكد محمد الشواطي، وجود أعداد منهم يتنقلون بين القرى وهم يحملون السلاح، مشيراً إلى إصابة أخيه الأسبوع الماضي، بطلق ناري من أحدهم.

أما عبدالله الشواطي، فبين أن المجهولين يوجدون بكثرة في قرى طريق لزمة والمحرقة والهضب وجبل امخبا، مطالباً بإعادة وجود المجاهدين في جوف آل شواط، كدوريات تفتيش مثلما كانت عليه قبل 6 سنوات، للحد من انتشارهم.

ولفت مواطن من منطقة نجران "فضل عدم ذكر اسمه"، إلى أنه ولظروفه العائلية كان بحاجة لعاملة منزلية، ولكن مكاتب الاستقدام طلبت مبالغ كبيرة فضلاً عن الانتظار لعدة أشهر، فما كان منه إلا أن قدم للمحافظة واتفق مع مجهولين لتوفير عاملة منزلية، وبعد أقل من أسبوعين وفروا له عاملة إثيوبية من المخالفات لنظام الإقامة والعمل، وأخذها من جبال محيطة بالمحافظة.

من جهته، أكد محافظ أحد رفيدة المكلف محمد بن شايف لـ"الوطن" وجود ما يزيد عن 600 مجهول بقرى المحافظة، وخصوصاً بين المربع وعنقرة، حيث يتخذون من قمم الجبال والمغارات سكناً لهم، كما يوجدون بكثرة في شعف جارمة وبعضهم يسكن في غرف مبنية من الأحجار، مشيراً إلى أنهم مدججون بالأسلحة، لافتاً إلى أن المحافظة استقبلت شكاوى من المواطنين بوجود إطلاق نار كثيف بالقرب من الجبال التي يوجد فيها المجهولون.

وعن كيفية وصول المؤن لهم، قال آل شايف، للأسف هناك مواطنون يوصلون لهم المواد الغذائية والماء عبر سياراتهم ذات الدفع الرباعي، مقابل أجر من المجهولين، مشيراً إلى أن الكثير منهم يصنعون الخمور ويبيعونها إلى جانب المخدرات للشباب.

ومن جهته، بين رئيس مركز شعف جارمة طلال بن مشهور، الحاجة لمركز للشرطة في شعف جارمة، وذلك بعد كثرة أعداد المجهولين في قرى المركز التي يبلغ عددها 18 قرية، مطالباً بتكثيف جولات الدوريات الأمنية في المركز، وجوف آل شواط، نظراً لما يشكلونه من خطورة على الأهالي.

إلى ذلك، أوضح الناطق الأمني لشرطة منطقة عسير الرائد عبدالله آل شعثان أن شرطة محافظة أحد رفيدة وخميس مشيط مدعومة بأفراد من شرطة عسير تقوم بحملات أمنية دائمة ومكثفة للقبض على المجهولين، وفقاً لتوجيهات أمير منطقة عسير وبمتابعة من مدير شرطة المنطقة اللواء عبيد الخماش، داعياً المواطنين إلى التعاون مع الجهات الأمنية بعدم تشغيل هؤلاء المجهولين والإبلاغ عنهم.

وأكد آل شعثان لـ"الوطن" أمس، أن الجهات الأمنية تبلغت بسماع أهالي مركز شعف جارمة لإطلاق نار، وعلى الفور باشرت جميع الدوريات الأمنية بقيادة مدير شرطة أحد رفيدة المكلف الموقع لاتخاذ اللازم.