في السعودية، أوجه الخير وأبوابه لا تعد ولا تحصى، على الصعيد الرسمي والشعبي. فكم من دولةٍ جار عليها الزمان، ووجدت السعودية إلى جانبها. وكم حملةٍ شعبية بمجرد أن توعز الدولة بها، إلا وحصدت مئات ملايين الريالات إن لم يكن أكثر.
وهذه النزعة في حب الخير ليست موجهة للخارج، إنما حتى الداخل له نصيبه، فبرنامج جود الإسكان، الذي يعتبر أحد مبادرات مؤسسة الإسكان التنموي الأهلي، أحد صور الإحسان والعطاء، غير المادي.
ومن خلال الرغبة المجتمعية في المشاركة بتلك المبادرة، حصل الكثير من الأسر على منازل، وعاشت استقراراً واستقلالية بعد خذلان الظروف، كالسيدة مليحة الحربي التي فُتحت لها طاقة القدر، وحصلت على منزل، في أعقاب سنوات طويلة من استئجار المنازل، وتكبد أموال طائلة في ذلك.
تحكي مليحة الحربي لـ"أخبار24" عن امتلاكها من خلال برنامج جود الإسكان لمنزل العمر، وهو الأمر الذي نقلها من حالٍ إلى حال، وانعكس ذلك على حياتها وأسرتها، وبدت في فرحة غامرة كبرى.
تسهب الحربي وتقول "لا أعلم كيف أصف فرحتي. في السابق عانيت كثيراً من تأجير المنازل، وهذا كما الجميع يعمل أمر يثقل على الفرد والأسرة. تواصل معي البرنامج، وأخبروني بأني قد حصلت على منزل، ولم أصدق الأمر واعتبرته مزحة. لكن عندما منحوني مفاتيح المنزل، استوعبت أن ذلك حقيقة، وأن هذه الأرض الطاهرة بحكومتها وشعبها تنبض بالحب والعطاء والخير".
وقطنت مليحة الحربي هي وما تبقى لها من أبناء، في المنزل الجديد، والفرحة لا تسعهم، لأمرين، الأول اليقين بأن أبواب الخير لا تزال تجد من يطرقها، والثاني أنها تعيش في بلاد يشعر بها الإنسان بالآخر، وهذا أعلى درجات السمو والإنسانية.