حذر رئيس السلطة القضائية الإيرانية آية الله صادق آملي لاريجاني، من "فتنة أميركية" تستهدف البلاد خلال الانتخابات الرئاسية، الشهر المقبل، وقال إن تصريحات مندوبة #الولايات_المتحدة لدى الأمم المتحدة تبين بأن هناك "مؤامرة " تحاك حول انتخابات إيران.

ووفقا لوكالة الأنباء الإيرانية "إرنا"، فقد أكد آملي لاريجاني في اجتماع كبار المسؤولين بالسلطة القضائية أمس الاثنين، أن "أميركا ستتلقى صفعة قوية جداً لو حاولت التدخل في الانتخابات الرئاسية القادمة في إيران"، مشيراً إلى أن الشعب الإيراني والمسؤولين لن يسمحوا بتكرار أحداث فتنة عام 2009 التي أعقبت الانتخابات الرئاسية آنذاك".

ومصطلح "الفتنة" يطلقه المتشددون في إيران على الاحتجاجات الواسعة التي اندلعت عام 2009 بسبب ما قيل إنه تزوير بنتائج الانتخابات الرئاسية التي أوصلت الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد لولاية ثانية. وقمعت السلطات وبمساندة الحرس الثوري والباسيج تلك الاحتجاجات بشكل دموي وقتلت العشرات واعتقلت الآلاف ووضعت قادتها مير حسين موسوي ومهدي كروبي تحت الإقامة الجبرية.

تصريحات السفيرة الأميركية

وكانت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، انتقدت في تصريحات لها الأربعاء الماضي، صمت المجتمع الدولي حيال انتفاضة الإيرانيين عام 2009 التي أطلق عليها "الحركة الخضراء"، مشيرة إلى التجاهل الدولي تجاه قتل الطالبة الإيرانية ندى آغا سلطان وعشرات المتظاهرين السلميين على يد قوات الحرس الثوري والأمن التي قمعت تلك الاحتجاجات بشكل دموي.

وقالت هايلي إن المجتمع الدولي يجب أن يتحمل المسؤولية تجاه الربيع العربي والحركة الخضراء، وشددت على أنه "يجب أن نكون صوت أناس من أمثال نداء آغا سلطان".

وأضافت: عندما حصل مقتل نداء آغا سلطان في إيران، كان كبار المجتمع الدولي لديهم أولويات أخرى بشأن إيران ... وفي النهاية تم تجاهل قتل ندى وآمال الشعب الإيراني التي لم تحقق".

ورأت هايلي أنه على الأمم المتحدة أن تكون مثل أي مؤسسة أخرى أن تقف بجانب تلك الحركات الاحتجاجية".

وأضافت: "لقد جئت للأمم المتحدة لأبين للأميركيين مدى أهمية استثمارنا في هذه المنظمة وعندما أتحدث عن القيم، لا أقصد بالمقام الأول، الميزانية. بل أقصد بأن الأمم المتحدة يجب أن تتحول إلى وسيلة مناسبة لنشر قيمنا".

وأردفت سفيرة الولايات المتحدة: "إذا لا نستطيع أن نكون صوت أناس من أمثال محمد البوعزيزي في تونس، وندى آغا سلطان في إيران، فإذن ليس ليدنا ما نفعله هنا".

وأكدت هايلي: حقوق الإنسان بالنسبة لي هو أساس المهمة في الأمم المتحدة. ولهذا فإني أعتزم أن أخصص جزءا من نشاطاتي (بصفتي الرئيس الدوري لمجلس الأمن) لموضوع حقوق الإنسان كأولوية في مجلس الأمن".

نظرية المؤامرة

من جهته، اعتبر لاريجاني تصريحات مندوبة أميركا في الأمم المتحدة، بأنها "تبين أن الأميركيين لديهم مخططات تآمرية حول الانتخابات القادمة في إيران".

وأضاف: "هذه السيدة قالت نحن (الأميركان) ساعدنا الثورة الخضراء في عام 2009، أي الفتنة التي حدثت، إذ إن جميع الدول الغربية وأميركا بالذات والتي أرسلت رسائل سرية لإقامة العلاقات، قد دعمت هذه الفتنة"، على حد تعبيره.

ودعا لاريجاني إلى ضرورة توخي الشعب والمسؤولين مزيداً من اليقظة وامتلاك البصيرة تجاه تلك التصريحات، مشدداً على أن السلطة القضائية والأجهزة الأمنية والمسؤولين وأفراد الشعب لن يسمحوا هذه المرة بوقوع فتنة عام 2009".

واعتبر رئيس السلطة القضائية الإيرانية المحسوب على التيار المتشدد الذي يهيمن على القضاء ومؤسسات الدولة الحساسة، بأن النقاط التي يجب تحليلها في تصريحات مندوبة أميركا في الأمم المتحدة، هي محاولة استغلال أميركا للأمم المتحدة كأداة لتحقيق مصالحها الخاصة، وقال: إن هذه السيدة صرحت بأن الأمم المتحدة بذلت جهوداً قليلة لترويج القيم الأميركية".

من جهتهم، رأى محللون للشأن الإيراني بأن تصريحات لاريجاني تأتي في سياق تبرير حملة القمع التي تشنها أجهزة الاستخبارات والقضاء ضد الصحفيين والناشطين والأصوات المنتقدة، وسط تحذيرات من "هندسة الانتخابات" لصالح التيار المتشدد كما حصل في العام 2009.