يبقى قصر السليمان أحد أبرز المعالم التاريخية والأثرية بمكة المكرمة، والذي يتميز بتصاميم تعكس الطابع الإسلامي الفريد.
القصر الذي يتجاوز عمره نحو 86 عامًا، يظهر الطابع المعماري التقليدي لمكة المكرمة، من خلال "الرواشين" والشبابيك الخشبية المشغولة والمنتهية بعقود دائرية أو مستقيمة مع الأخذ، في الحسبان اختلاف مقاساتها وأحجامها وأنواعها تبعًا للوظيفة التي تخدمها.
وشهد القصر الذي تعود ملكيته لأول وزير للمالية للمملكة عبدالله السليمان، زيارة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، كما شهدت قاعاته عدة اجتماعات للملك، صدرت عنها العديد من القرارات التي تهم المواطنين في هذه البلاد وأحوال الأمة العربية والإسلامية.
وتحول القصر البالغة مساحته 1400 متر مربع، فيما بعد مقرًا لمكتبة الحرم المكي الشريف، ومن ثم للمحكمة الشرعية الكبرى بمكة إلى وقت قريب، ثم مقرًّا لإحدى مدارس التعليم.
وتولى عملية هندسة وبناء القصر الفريد من نوعه آنذاك، المعلم المكي الشهير من أسرة الوزيرة، وهو الرجل الأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب، إلا أنه اكتسب موهبة في التصميم والتنفيذ، ترجمتها عصا من أشجار "الشوحط"، استخدمها في الرسم والتخطيط على الأرض، إذ طلب من البنائين والعاملين معه التنفيذ حسب ما رسمه لهم من تصاميم بعصاه على الأرض.
وشارك في أعمال البناء والتشييد للقصر صنَّاع وعمَّال مهرة سعوديون من أبناء مكة المكرمة، وتم استخدام الحجر والجص والنورة في أعمال البناء، ليُصنع قصر فريد من نوعه في التصميم، وعلى مستوى القدرة على مجابهة عوامل الزمن.
**carousel[288583,288584]**