يطرح أفراد عائلة الرئيس الأميركي دونالد ترمب صعوبات كبرى على العناصر المكلفين حمايتهم الشخصية في كل تنقلاتهم المتواصلة ما بين نيويورك وواشنطن ومنتجعهم في فلوريدا.

وبين مواكب من السيارات الرباعية الدفع ذات الزجاج الداكن، وحراسة برج «ترمب تاور» في مانهاتن على مدار الساعة، والرحلات في نهاية كل أسبوع على متن الطائرة الرئاسية، وحماية أولاد الرئيس الخمسة، فإن فاتورة هذه المهمة الأمنية الهائلة تبقى سرية غير أنّها بالتأكيد باهظة.

وما يزيد من تعقيد المسألة، شخصية دونالد ترمب الذي يتباهى بالتحرك بشكل مفاجئ من دون سابق إنذار.
في ذلك، قال جيمس ريس الضابط السابق في القوات الخاصة الذي يعمل اليوم خبيراً في مكافحة الإرهاب لوكالة الصحافة الفرنسية، «بوجود رئيس لا يطابق النموذج التقليدي لرئيس الولايات المتحدة، من الضروري أن يكون هناك المزيد من العناصر» وأضاف، «أنّهم بحاجة إلى برنامج استراحات لإبقاء مستوى تأهبهم في الحد الأقصى».

وما يزيد من الصعوبات توزع أفراد عائلة ترمب جغرافيا، حيث لا تزال ميلانيا ترمب زوجة الرئيس تقيم في نيويورك مع ابنهما بارون.

ويذهب الفتى البالغ من العمر 11 سنة، كل يوم إلى المدرسة بمواكبة من الجهاز السري، الوكالة الفيدرالية المكلفة حماية الرئيس.

أمّا إيفانكا، أشهر أولاد رجل الأعمال الثري، فأقامت مع زوجها جاريد كوشنر وأولادهما الثلاثة في مقر فخم في واشنطن يحظى بحراسة ليل نهار، كما يؤمن الجهاز السري مواكب سيارات لها ولزوجها حين يتوجه أي منهما إلى البيت الأبيض.

ويتولى الجهاز السري أيضاً حماية إريك ودون، ابني ترمب اللذين يديران الإمبراطورية العقارية العائلية، ولا سيما في رحلاتهما إلى الخارج بمواكبة مكثفة من الحراس الشخصيين.

وفي هذا السياق، فإن رحلة أعمال بسيطة قام بها إريك ترمب في يناير (كانون الثاني)، إلى أوروغواي كلفت دافعي الضرائب الأميركيين مائة ألف دولار.

كما دشن الشقيقان في فبراير (شباط)، فندقا في فانكوفر مع زوجتيهما وشقيقتهما تيفاني، وافتتحا ملعب غولف في دبي. وقبل ذلك، زار إريك ترمب مشروعا سياحيا في جمهورية الدومينيكان.

وذهب دون وإريك وإيفانكا الشهر الماضي في رحلة تزلج إلى منتجع فخم في جبال «روكي» بمدينة أسبن، ما كلف الجهاز السري 4030 دولارا لاستئجار سيارات ليموزين و11261 دولارا لتكاليف الإقامة، وفق حسابات أجرتها شبكة «سي بي إس».

وارتفع عدد الذين يتولى هذا الجهاز حمايتهم بنسبة 40 في المائة عن الحد الطبيعي، حسب صحيفة «نيويورك تايمز».

وقال النائب جيسون شافيتز للصحيفة إن عناصر الجهاز «مرهقون تماما»، فيما تحدث زميله إيلايجا كامينز عن «دراجة لا يمكن النزول عنها».

وكشف تحقيق جرى أخيرا أن الجهاز السري بات أقل هيئة فيدرالية مغرية للعمل فيها، وقد طلب ميزانية إضافية قدرها 60 مليون دولار للسنة المقبلة من دون أن يحصل عليها كاملة.

ويتحتم على عناصر الجهاز استئجار مكاتب في برج ترمب على الجادة الخامسة بنيويورك، وعربات غولف حين ينتقل الملياردير إلى قصره في مارالاغو بولاية فلوريدا، حيث قضى حتى الآن سبع إجازات نهاية أسبوع من أصل 13 منذ تولي مهامه.

ويفترض الانتقال إلى منتجع مارالاغو، المبنى الذي شيد في العشرينات بين الخليج والبحر، إجراءات لوجيستية معقدة، ولا سيما وقف حركة السير على محاور طرقات تشهد حركة سير كثيفة في بالم بيتش. ومن المتوقع تيسير العملية بعد إقامة مهبط للمروحيات في المنتجع.

وقال ريس إن «التحدي الرئيسي هو حجم ذلك المجمع الذي لم يشيد بناء على المعايير المتبعة لحماية رئيس الولايات المتحدة».

وأشار دوغلاس سميث مساعد وزير الأمن الداخلي السابق لوكالة الصحافة الفرنسية، إلى أن الموقع غير مسيّج ومفتوح للعموم.

في المقابل، أوضح أنّ «مقر كامب ديفيد معزول وحمايته أسهل بكثير». ويقع هذا المقر الصيفي الرسمي للرئاسة الأميركية في منطقة جبلية ويمكن الوصول إليه في رحلة قصيرة في مروحية من البيت الأبيض.

أما في مارالاغو، فإن الجهاز السري يعبئ عددا كبيرا من العناصر، مدعوما من قوات الشريف المحلي، فيما ينشر خفر السواحل زوارق مسلحة على طول الشواطئ.

ولا يحدّد الجهاز السري كلفة إجازات نهاية الأسبوع في مارالاغو. وعلى سبيل المقارنة، فإن رحلة قام بها الرئيس السابق باراك أوباما عام 2013 إلى بالم بيتش كلفت ثلاثة ملايين دولار.

لكن جيمس ريز حذر من أي مقارنة، موضحًا أنّ «الميزانية في تطور متواصل، وعلى الجهاز السري أن يبدي مرونة مع رئيس يعدل القواعد المتبعة من دقيقة إلى أخرى».