تُحيط التكهنات بالعرض العسكري الذي أقامه زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون نهاية الأسبوع الماضي، وسط الشكوك المتزايدة في قيامه بتجهيز وطلاء صناديق فارغة على شكل أسلحة دمار شامل لتظهر في العرض.
وكشفت كوريا الشمالية أسلحةً جديدة خلال استعراضٍ أُقيم ليُظهر قوة البلاد العسكرية في العاصمة بيونغ يانغ، ضمن فعاليات الذكرى 105 لميلاد مؤسس كوريا الشمالية كيم إل سونغ.
لكنَّ الناس بدأوا التشكيك في حقيقة الصواريخ، وتحديداً أحد الصواريخ الذي بدا مكسوراً أو مُصمَّماً بشكلٍ سيئ لتنظر مقدمته إلى السماء، حسب تقرير لصحيفة الديلي ميل البريطانية.
وعلَّق أحد مستخدمي تويتر قائلاً: "هل تظن كوريا الشمالية أنَّها تخدع أحداً بهذه الصواريخ المزيفة في العرض؟".
وسخر مستخدمٌ آخر من القوة العسكرية للبلاد، قائلاً إنَّ الصواريخ بدت وكأنها مصنوعة من الورق المقوى.
وعلى الرغم من ذلك، أثارت الصواريخ الباليستية عابرة القارات، التي تدَّعي بيونغ يانغ قدرتها على عبور آلاف الأميال المخاوف من قيام هذه الدولة المنعزلة بالتجهيز لهجومٍ مُحتملٍ على واشنطن، بعد عرض صواريخها خلال احتفالات البلاد بعيد "يوم الشمس".
ووصل مايك بينس، نائب الرئيس الأميركي إلى كوريا الجنوبية، ليبدأ رحلةً تستمر لعشرة أيام، يزور فيها عدداً من الدول الآسيوية، وتأتي الزيارة في ظل اضطراباتٍ ناتجة عن تهديدات كوريا الشمالية بتطوير قدراتها النووية والدفاعية المتزايدة.
لكنَّ أحد مستخدمي الشبكات الاجتماعية، وهو رجل من قدامى المحاربين، يعتقد أنَّ حالة الهرج والمرج القائمة سببها مجموعة من الصناديق الخشبية المطلية.
صاروخ مكسور
وعمل الصحفيون الأجانب المسؤولون عن تغطية احتفالات "يوم الشمس" تحت حراسةٍ مشددة، وتحكَّمت الدولة في المشاهد التي قاموا بتصويرها.
وعُيِّنَ حارسٌ عسكريٍ أو حكومي لكل مراسلٍ صحفي، وهو ما يعني خروج تغطية الاحتفالات بالصورة التي أقرها كيم جونغ أون.
ولكن أثناء قيام جون سودوورث، مراسل هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، بتصوير تقريره أمام الكاميرا، مرَّ موكبٌ من حاملات الصواريخ خلفه مباشرةً.
وكانت إحدى الشاحنات تحمل صاروخاً مقدمته منحنية في اتجاه السماء، وهو ما أدى لانتشار التكهنات بشأن زيف الصاروخ.
وعلى الرغم من عدم إطلاق كوريا الشمالية لأي صواريخ احتفالاً بيوم الذكرى، قررت البلاد استعراض صواريخها في عرضٍ عسكري بأعدادٍ كبيرة ومتنوعة.
ويعتقد الخبراء أنَّ الترسانة التي ظهرت في عرض يوم السبت تضُم نوعاً جديداً من صواريخ كروز قصيرة المدى، والمخصصة على الأغلب لدعم دفاعات خطوط السواحل البحرية.
كما كشفت كوريا الشمالية أيضاً عن أحدث صواريخها الباليستية، التي تُطلَق بواسطة الغواصات، بالإضافة إلى نسخةٍ أخرى من نفس الصواريخ يُمكن إطلاقها من قواذف أرضية، وكلتا النسختين تعملان بالوقود الصلب، وتمثلان تحدياً أكبر في العثور عليهما وتدميرهما قبل الإطلاق.
وظهرت في العرض أيضاً أسطواناتٌ تُشبه تلك التي يتم استخدامها مع الصواريخ الباليستية عابرة القارات، والتي تُعتبر أكبر مخاوف واشنطن.
لكن هذه الصواريخ تُخفي ما في داخلها، لذلك فنحن بحاجة للمزيد من التحليل والتخمين بخصوص الأسلحة التي ظهرت في العرض والتجارب الصاروخية المستقبلية قبل أن نبدأ في التوصل لاستنتاجاتٍ حقيقية عن مدى حقيقة تطوُّر برنامج الصواريخ العابرة للقارات في كوريا الشمالية.