تحدث أشقاء وجيران حارس المدرسة الذي عُثر عليه جثة هامدة ومعلقاً بحبل داخل فناء المدرسة التي يعمل بها بمكة المكرمة، عن ظروفه المادية الصعبة التي لا تسعفه للإنفاق على أبنائه الثمانية، كما تحدث شقيقاه عن آخر عهدهما به، وطلبا السماح لأسرته بالبقاء في سكن المدرسة.

وقال صالح ورزق الله الجبالي، إن شقيقهما هليل كان يعمل حارساً بالمدرسة الخامسة عشرة الابتدائية للبنات بحي العتيبية، ويتقاضى راتباً لا يتعدى 4 آلاف ريال، يُنفق ألفين منها على زوجته وأبنائه الثمانية (6 بنات وولدين)، فيما يدفع الألفين الأخرى قسطاً لأحد البنوك.

وأوضحا أن آخر عهدهما بشقيقهما كان في صلاة الفجر يوم الحادثة، وبعدها ذهب إلى المدرسة وشنق نفسه بداخلها، مناشدين أمير مكة ومدير التعليم بالمنطقة لعدم إخراج أسرة شقيقهما من المنزل التابع للمدرسة حتى يتوافر لهم سكن، ولا سيما أن زوجته هي الأخرى حارسة مدرسة وتريد البقاء في المنزل.

وذكرا آخر موقف للفقيد مع زوجته، قائلين إنه لم يكن يجد مالاً، فأخذ منها 50 ريالاً كي يشتري طعاماً، لكنه أقدم على شنق نفسه قبل أن يشتري الطعام أو يعود لهم.

فيما قالت زوجته، إن اللوائح تنص على تسليم المسكن وليس لهم مكان غيره يؤويها هي وأبناؤها، مناشدة المسؤولين بإبقائهم في المنزل، مع تكليف حارس آخر يكون غير محتاج للمنزل.

من جانبهم، قال جيران حارس المدرسة المتوفى إنه كان يلقب بـ"حمامة المسجد" لمحافظته على الصلوات وخاصة صلاة الفجر، مشيرين إلى أنه كان دائماً مبتسماً ومتعاوناً ومحباً للخير ولم يسبق له أن تعرض بالأذى لأحدٍ منهم.

تجدر الإشارة إلى أن مديرة المدرسة كانت قد أبلغت الشرطة بعدما وجدت باب المدرسة مغلقاً صباح أمس، وعند مباشرة الموقع فوجئوا بحارس المدرسة مخنوقاً داخل فنائها، وما زالت التحقيقات جارية لإصدار التقرير النهائي لسبب الوفاة.