روت الدكتورة ثريا عبيد، عضو مجلس الشورى السابق والمدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة للسكان، تفاصيل انتقالها للعيش في لبنان ودخولها للأمم المتحدة، وكيف ولدت ابنتها "ريم" تحت القصف "الإسرائيلي" ثم هربت إلى الملاجئ، وعن خروجها إلى العراق بعد تفاقم الوضع الإنساني في لبنان.

وقالت عبيد خلال مقابلتها مع برنامج "من الصفر" على فضائية (mbc)، إنها تزوجت خلال مرحلة الدكتوراه، من لبناني، ودخلت لبنان عام 1974، وقررت وقتها الدخول إلى الأمم المتحدة حيث كانت مقاعد المملكة فارغة عام 1975، ما جعل الأمر سهلا واعتبر ذلك جزءا من خدمتها المدنية وقتها.

وأوضحت أنها عملت في اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا، وكان هذا العام قد أطلق عليه عام المرأة وأصبحت مسؤولة عنه من وقتها وعملت مع الأمم المتحدة منذ ذلك الوقت.

وذكرت أنه من الأمور الصعبة التي عايشتها الاجتياح "الإسرائيلي" للبنان، حيث كانت أصعب المواقف هو ولادة ابنتها الثانية "ريم" تحت القصف.

وأشارت إلى أنها ذهبت إلى المستشفى تحت القصف على الفلسطينيين في مدينة صيدا، وتمنت وقتها فقط أن يخرج الطفل بطريقة سليمة.

ولفتت إلى أنها استعملت تلك القصة في أماكن أخرى، حيث استدلت بها عن حال المرأة الفلسطينية واللبنانية، وعن قصص النساء اللاتي تلدن تحت القصف رغم عدم توافر المستشفيات وعن حال اللبنانيين في الجنوب.

وقالت إنه كان هناك اتفاق على نقل اللجنة إلى بغداد كمقر رئيسي عقب الاجتياح عام 1982، وانتقل بالفعل المكتب لكنها كانت في الجنوب وانقطعت عنهم، وعايشت الاجتياح والاحتلال.

وتذكرت يوماً كان القصف فيه قويا، فوضعت ابنتيها تحت طاولة السفرة بعد أن تهشم زجاج منزلهم واضطرت هي وزوجها للنزول لملجأ المستشفى للاحتماء من القصف، وأخذت فقط شنطة بها أوراقهم وملابسهم، وأخرى بها ألعاباً لأولادهم وللأولاد الذين سيأتون للملجأ.

وأكدت أن أصوات الرصاص ووقع استخدام الجنود "الإسرائيليين" للسلاح ظل عالقا في أذنها لشهور.

وبينت أنها استمرت تحت الاحتلال حتى وجدت الأمم المتحدة طريقة لخروجهم إلى العراق بعد تفاقم الوضع الإنساني عن طريق "لارنكا".