في مساء الاثنين 27 يونيو 2022 عاشت الجماهير الأهلاوية ليلة حزينة لن ينساها، وهو يرى فريقه لأول مرة في تاريخه، يهبط من دوري المحترفين، ليودع جمهور الراقي ملاعب الدوري الممتاز، ويهبط إلى دوري الدرجة الأولى (يلو)؛ بسبب أخطاء كارثية من إدارته الماضية وتفريغ الفريق من نجومه وتعاقدات خاطئة.
وبعد عام ونصف من الصمت، فتح المدير الفني للأهلي في موسمه الأخير قبل الهبوط، المدرب الألباني بيسنيك هاسي قلبه في حوار خاص لـ"سبورت 24"، كشف فيه عن الحقيقة الكاملة في هبوط الراقي إلى دوري يلو، وتحدث عن بعض الكواليس الخاصة. وإلى نص الحوار:
كشف بيسنيك هاسي، سبب خروجه عن صمته مؤخرًا والحديث عن كواليس الفترة التي قضاها مع الفريق الأول لكرة القدم، قائلاً: "تحفظت على الحديث طوال الفترة الماضية، للمساهمة مع النادي في المحافظة على استقراره ودعم تركيزه للصعود، واليوم أصبح الوقت مناسبًا بعدما عاد الأهلي للمكان الذي يستحقه في دوري روشن السعودي".
وتحدث مدرب الأهلي السابق هاسي، عن الكواليس داخل أروقة الراقي، وتدخل الإدارة حينها برئاسة ماجد النفيعي، ومدير الكرة موسى المحياني، في القرارات، قائلاً: "كنا نناقش دائمًا خصوصًا مع موسى المحياني بصفته مديرًا للكرة، فيما لم أرَ الرئيس ماجد النفيعي كثيرًا".
وتابع: "ليس من السهل إطلاقًا ألا يتقاضى اللاعبون رواتبهم لمدة 5 أشهر وتطلب منهم بذل 100% من طاقتهم.. كل من تعاقدنا معهم كانوا إما لاعبين بلا عقود أو من يقبلون بمبلغ مادي معين، نعم يأتي لاعبون من اختيار الإدارة، لكن أناقشها معهم وليس فقط يتعاقدون معهم من دون رأيي، هناك تواصل مستمر لاتخاذ قرار".
وأضاف: "موسى رجل شاب وذكي وقلبه مع الأهلي، وأؤكد لك أن لديه الإمكانات الشخصية للعمل في إدارة الكرة، جاء إلى النادي وجئت معه، ووجد كل هذه المشاكل وحاول حلها للوصول لحالة الاستقرار، وهو مؤمن باللاعبين الشباب ومنحهم الفرصة وخلق هوية للأهلي"، مضيفًا: "المحياني فلسفته لم تكن سيئة وحاول جاهدًا وهو يواجه محدودية الإمكانات وهذا ليس سهلاً كما قلت في البداية".
وحكى هاسي، كواليس الوضع قبل قدومه لتدريب الفريق، وما دفعه لتولي هذه المهمة الصعبة، موضحًا: "في الأشهر الستة الأخيرة قبل تسلمي العمل، حصد الفريق 9 نقاط في الدوري وفقد 36 نقطة، وهذا يشير إلى أزمة في الأهلي".
وأضاف: "واجهت الفريق حينما كنت مدربًا في الرائد، وكان فريقًا سيئًا، بلا روح، ولا أحد يجري؛ لذلك استوعبت مع الإدارة أنها مهمة لخلق الاستقرار.. كنت أعرف المشاكل المالية الكبيرة للنادي، لكن لم أعرف بيئة العمل السيئة والمسمومة".
وواصل بيسنيك هاسي، الكشف عن كواليس رحيله عن تدريب الفريق، قائلا: "لا أفهم من يقول إن هاسي تسبب في هبوط الأهلي، كانت هناك 6 مباريات بعدي لتلافي الهبوط... حينما قررت الإدارة تغييري كنت أتوقع أنها ستجلب مدربًا يعرف الدوري واللاعبين المنافسين".
وأشار: "إدارة الأهلي تعاقدت مع مدرب يُدرّب لأول مرة خارج منطقته، ولا يستطيع التواصل مع اللاعبين؛ لعدم إجادته للغات حتى الإنجليزية.. وهذا كان قرارًا غريبًا، وما حدث هو ذنب كل شخص في النادي، وليس ذنب شخص واحد، هو ذنبي وذنب اللاعبين وذنب الإدارة وكل فرد".
وتولي هاسي تدريب فريق الأهلي في شهر يوليو عام 2022، وقاد الفريق في 25 مباراة بمختلف المسابقات، حقق الفوز في 6 مباريات، وتعادل في 10، وخسر 9 مباريات، وسجل الفريق 31 هدفًا وتلقت شباكه 34 هدفًا.
تحدث هاسي عن تجربته مع الرائد، والطريقة التي تغلب بها الفريق على نقص التمويل، يقول "هاسي": "لم يكن العمل سهلًا، فلا نملك القوة المالية مقارنة بالأندية الكبرى في الدوري، ولكن قدمنا عملاً جيدًا في المواسم الثلاثة".
وأضاف: "مع التخطيط والتنظيم والتزام اللاعبين ومساندة الجماهير صورة الرائد الفنية اختلفت في الدوري، وأصبح الناس ينظرون للفريق نظرة مختلفة".
وعن استمراره لمدة 3 مواسم مع الرائد، ذكر هاسي: "أعتقد أنه في عالم الكرة هناك بعض التواصل وليس فقط على المستوى المهني بل حتى على المستوى الإنساني".
وتابع: "وصلتني مشاعر دافئة أنا وطاقمي من الرائد ورئيسه فهد المطوع، وهذا منحنا الثقة في العمل واللاعبين كذلك، وسادت علاقة الاحترام المتبادل التي جعلتنا نقضي المواسم الثلاثة معنا.
ورحل هاسي عن تدريب الرائد في يونيو 2021، بعدما استمر في قيادة الفريق لمدة 3 أعوام. وخاض هاسي 97 مباراة مع الفريق في جميع المسابقات، بواقع 90 مواجهة ضمن منافسات بطولة الدوري السعودي للمحترفين، و7 لقاءات في كأس خادم الحرمين الشريفين.
وأكمل هاسي، في حواره لـ "سبورت 24": "أريد أن أنوه بأني حينما كنت أشاهد المونديال كنت فخورًا حينما سجّل صالح الشهري هدفًا في الأرجنتين، حيث قفزت قرابة 3 أمتار للأعلى وأرسلت له تهنئة معبرًا عن فخري به، وهو الذي وصل لهذه المرحلة بعد جهده الشخصي الكبير".
وتابع المدير الفني السابق للأهلي: "كنت متفاجئًا من خسارة سلمان الفرج الذي لم يكن في حالة جيدة، وكان مصابًا قبل كأس العالم، وبالنسبة لي هو اللاعب الأساسي وأحبه كثيرًا، وأحب طريقة لعبه وتحركه وكيف يلعب وكيف يجعل زملاءه يلعبون، وحينما خرج مصابًا اعتقدت أن الموقف سيزداد صعوبة بوجود ميسي وزملائه".
وأتم تصريحاته بقوله: "السعوديون لعبوا مباراة قاربت من الكمال التكتيكي، وسجلوا في الأوقات المناسبة، لكني أحبطت من خسارة مباراة بولندا لأني أراه الطرف الأفضل، وتمنيت لو تأهل الأخضر".