اعتبر إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور فيصل غزاوي، حرق المصحف الشريف، تصرف عدواني واستفزاز لمشاعر المسلمين.
وأوضح في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم في الحرم المكي الشريف، أن الله تعالى خلق عباده على الفطرة السوية وجعلهم مجبولين على محبة الخير وإيثاره واستحباب المحاسن والفضائل، وكراهية الشر ودفعه واستهجان القبائح والرذائل، لكن الشيطان صرفهم عن الدين الحق فجعلهم يخالفون سنن الله، وينحرفون عما تقتضيه العقول السليمة والفطر الكريمة.
وأضاف أن الله تعالى جعل الزواج الإنساني بين الرجل والمرأة شريعة كونية، لكن الشيطان يعمد إلى أن يتعدى العبد حدود الله ويرتكب ما تنفر منه الطباع السليمة، حتى بلغ الحال بأولياء الشيطان أن يتداعوا لطمس الفطرة وإفساد الخلقة بفرض قوانين لتشريع زواج الرجل بالرجل والمرأة بالمرأة والتزاوج مع الحيوانات.
وأشار إلى أن هؤلاء يحرضون على الانحراف الجنسي والشذوذ وكل أنواع الإباحية وجعلوه تطورا وحضارة، واتخذوا موقفا عدائيا ممن أنكر ذلك وعَدُّوه متخلفا متطرفا.
وواصل قائلا: إن هؤلاء المفترين منتكسي الفطر المبدلين لخلق الله قد أفلسوا روحيا، وانهارت عندهم كل القيم الإنسانية والحضارية، وأصبحوا يعانون أزمات أخلاقية؛ فقام بعضهم باستفزاز مشاعر المسلمين في كل مكان واستثارة غضبتهم، بشن حملات محمومة وأفعال عدائية معلنة متكررة ضد العالم الإسلامي بدعوى حرية الرأي.
وتابع أن حرق المصحف الشريف وامتهانه وتدنيسه، والنيل من النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، والسخرية منه والطعن فيه والتشكيك في سنته، ما هو إلا صورة من صور ذلك، فأظهروا بذلك حقدهم الدفين ضد المسلمين، وأججوا نار الكراهية والعنف، لكنها كلها بفضل الله محاولات يائسة في الصد عن سبيل الله وتشويه صورة الإسلام.