كشف صحفي فرنسي أن بلاده دعمت قبائل "الهوتو"، التي ارتكبت جرائم إبادة جماعية بحق أقلية التوتسي في رواندا، بالسلاح رغم حظر الأمم المتحدة لتوريد السلاح إلى البلاد في 1994.

وأفاد الصحفي " باتريك دو سانت أكزوبري"، المعروف بكتاباته حول الإبادة الجماعية في رواندا، في مقال لمجلة "XXI" "إكس إكس آي"، بعنوان "جرائمنا في إفريقيا"، مستشهدا بوثائق من الأرشيف الفرنسي، أن بلاده ساعدت مرتكبي جرائم الإبادة الجماعية التي نفذتها مليشيات الهوتو في رواندا وراح ضحيتها نحو 800 ألف من اقلية التوتسي، والمعتدلين من الهوتو في 1994.

وبيّن الكاتب في المقال أن ألفين و500 جندي فرنسي كانوا قد أرسلوا إلى رواندا حينها بهدف منع الإبادة الجماعية، حيث قدم هؤلاء الجنود السلاح مجدداً بأوامر سرية فرنسية إلى مليشيات "الهوتو" التي ارتكبت جرائم الإبادة الجماعية.

وأشار الكاتب إلى أن تقديم السلاح إلى مليشيات "الهوتو" جاء بأوامر خطية صدرت من " هوبير فيدرين"، السكرتير العام للرئيس الفرنسي في تلك الفترة، فرانسوا ميتران.

وأكد الكاتب أن أوامر تقديم السلاح إلى مليشيات "الهوتو" جاءت عقب القرار الأممي بحظر توريد السلاح إلى رواندا الذي صدر في بتاريخ 17 مايو/ أيار 1994.

وتواجه فرنسا داخل البلاد، ولدى الرأي العام الدولي، انتقادات بسبب دعمها لفترة طويلة لحكومة "الهوتو" التي ارتكبت جرائم الإبادة الجماعية في رواندا.

وكان الرئيس الفرنسي الأسبق، فرانسوا ميتران قد قال، في تصريحات صحفية في 1998، إن "حدوث إبادة جماعية في تلك الدول ليس بالأمر المهم للغاية"، غير أنه لم يقر بتقديم أسلحة لمليشيا "الهوتو".