استهدف تفجير انتحاري صباح الاحد العاصمة السورية مسفرا عن سقوط قتلى وجرحى في آخر اعتداء دموي يضرب دمشق خلال اشهر، فيما تمكنت القوى الامنية من احباط اعتداءين آخرين.
وافاد الاعلام الرسمي ان "الجهات المختصة" لاحقت صباحا ثلاث سيارات مفخخة، وتمكنت من تفجير اثنتين عند مدخل دمشق فيما حاصرت الثالثة في ساحة التحرير قرب منطقة باب توما في شرق دمشق قبل ان يقوم الانتحاري بتفجير نفسه.
واسفر التفجير في ساحة التحرير عن مقتل "18 شخصا بينهم سبعة عناصر امن ومدنيان"، وفق مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن الذي اشار الى انه لم يتم تحديد هوية القتلى الآخرين حتى الآن.
وكان المرصد افاد في وقت سابق عن مقتل تسعة اشخاص، لافتا الى ان عدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى في حالات خطرة.
ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) في وقت لاحق عن وزارة الداخلية "نظرا للانتصارات الكبرى التي يحققها الجيش العربي السوري في الميدان وفي تصعيد اجرامي جديد لداعمي الارهاب وصانعيه أرسلت التنظيمات الارهابية ثلاث سيارات مفخخة صباح اليوم بغية تفجيرها في الاحياء الآمنة بدمشق".
واكدت الوزارة تفجير سيارتين على الطريق المؤدية الى المطار، فيما فجر سائق السيارة الثالثة نفسه بعدما تمكن من الوصول الى منطقة باب توما ما "أدى الى ارتقاء عدد من الشهداء والجرحى من المدنيين وأضرار مادية في الممتلكات العامة والخاصة".
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان التفجيرين الآخرين على طريق المطار اسفرا عن مقتل السائقين بعد استهدافهما من قبل القوات الامنية.
- سيارات محترقة وركام وصور -
وفرضت القوات الامنية طوقا حول ساحة التحرير. وشاهد مراسل فرانس برس في المكان ما لا يقل عن 15 سيارة متضررة بينها اثنتان احترقتا تماما.
ودمرت واجهة احد المباني القريبة وتحطم زجاج شرفات ونوافذ مبان أخرى.
وفي احدى الشقق، جلست امرأة تبكي بعدما اصيبت ابنتها بشظايا الزجاج، وتم نقلها الى المستشفى لتلقي العلاج.
انهارت شرفة المنزل بالكامل، وتحولت غرفة الجلوس الى ركام من الحجارة والصور والستائر المرمية على الارض.
تهافت بعض المواطنين إلى المكان للاطمئنان على ممتلكاتهم، وعمد احد اصحاب المحال التجارية الى التقاط صور لمحله مؤكدا ان التفجير وقع عند الساعة السادسة والربع صباحا.
وكان محمد تيناوي، احد سكان ساحة التحرير، قال لوكالة فرانس برس عبر الهاتف بعد اكثر من ساعة على التفجير "سمعنا في البداية اصوات اطلاق رصاص عند نحو الساعة السادسة صباحا، ومن بعدها دوى انفجار ادى الى سقوط الزجاج في منازل الحي".
ورغم بقائها في منأى من المعارك العنيفة والمدمرة التي شهدتها مدن سورية كبرى، استهدفت العاصمة ومحيطها خلال سنوات النزاع الطويلة بعدة تفجيرات دامية اودت بالعشرات.
وفي منتصف اذار/مارس الماضي مع دخول النزاع في البلاد عامه السابع، قتل 32 شخصا في دمشق جراء تفجيرين انتحاريين تبناهما تنظيم الدولة الاسلامية.
وجاء ذلك بعد ايام على تفجيرين داميين تسببا بمقتل 74 شخصا في احد احياء دمشق القديمة وتبنتهما هيئة تحرير الشام (تضم جبهة النصرة سابقا وفصائل اخرى جهادية متحالفة معها).
وشهدت دمشق هدوءا خلال الاشهر الاخيرة وتراجع عدد قذائف الهاون التي كانت تتساقط عليها بين الحين والآخر من مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في خمسة من احيائها كما في الغوطة الشرقية بالقرب منها.
وجاء ذلك بعد اتفاق تسوية تم بموجبه اجلاء مقاتلي الفصائل المعارضة من ثلاثة احياء في شرق العاصمة، ولم يعد يتواجد هؤلاء سوى في اجزاء من حي جوبر (شرق) وحي التضامن (جنوب)، فيما تسيطر جبهة فتح الشام (النصرة) سابقا وتنظيم الدولة الاسلامية على اجزاء من مخيم اليرموك (جنوب).