نشرت "بيزنس انسايدر" تقريرا مطولا عن بعض أوجه حياة الأمير الوليد بن طلال حسب روايات لموظفين سابقين لديه وموظف آخر عمل لعدة سنوات مع ابنه الأمير خالد.
وتفاوتت انطباعات هؤلاء الموظفين الذين خرج بعضهم من الشركة بعلاقات طيبة والبعض الآخر على أثر سوء العلاقة معها ، إلا أنهم جميعا رفضوا الإفصاح عن أسمائهم.
وأجمع هؤلاء بمن فيهم "هبة فطاني" المتحدثة باسم الوليد أنه يحتفظ بمجموعة من الأقزام ضمن حاشيته والذين يقومون بالتسلية والمزاح ، ورووا الكثير من المواقف الغريبة من بينها على حسب رواية أحد هؤلاء القيام بلعبة رمي الأقزام ، ومن يرميهم لمسافة أبعد يحصل على جائزة ، وفي مرات أخرى عبر رمي أوراق نقدية من فئة 100 دولار في نار الحطب المشتعلة بالمخيم بالصحراء وأي من هؤلاء الأقزام يستطيع إخراج الورقة سليمة تصبح من حقه.
وقال موظف سابق لا يزال يحتفظ بعلاقات طيبة مع الشركة أنه أصيب بالدهشة في البداية ، إلا أنه اصبح مقتنعا أن الأمر لا يعدو كونه من أعمال الخير؛ فهم يحصلون على المتعة والتسلية والمزاح مع الحاضرين وفوق ذلك مرتبات شهرية.
وقالت "هبه فطاني" المتحدثة باسم الوليد لـ "بزنس انسايدر" معلقة على الموضوع " هؤلاء الصغار في الحجم من بين الفئات المظلومة اجتماعيا والذين يأتون للوليد طلبا للمساعدة فيقوم الوليد كبادرة طيبة منه بدعوتهم للوجبات ومساعدتهم ماليا".
وقال موظفون سابقون أن من العادات الغريبة لدى الوليد هو طلبه طباعة الايميلات التي يرغب بالرد عليها على ورق ومن ثم يقوم بالرد عليها بخط يده ، ونشرت "بزنس انسايدر" واحدة من هذه الرسائل التي رد عليها بلون أخضر حيث يطلب تخفيضا بالسعر أعلى بكثير مما عرضته شركة ألمانية لطلبية شراء معدات.
ويقول هؤلاء الموظفون أن الصيد من أكبر هواياته.. وكان تم نشر صورة شهيرة في قصره لـ 6 سيدات يعملن لديه بين حيوانات محنطة اصطادها أثناء رحلاته المتعددة من بينها زرافة وأسد وحمار وحشي وحتى فيل (غير مسموح بصيده) ، وقامت "بزنس انسايدر" بإعادة نشر الصورة.
ويقول موظف سابق أنهى عمله مع الشركة بشكل ودي أن الوليد لا يجيد الصيد وانه في رحلة حضرها معه في نوفمبر 2010 صاد حيوانا وتركه ينزف لأكثر من 15 دقيقة مما حدا بصياد محترف معه للطلب منه بأن يترك الحيوان يموت لكنه يزعم أن الوليد رفض وطلب من بعض حاشيته أن يتعلقوا بقرني الحيوان لأخذ صورة تذكارية.
وقال عدد من الموظفين أن الأمير يطلب الولاء الكامل من موظفيه وإتقان العمل على أكمل وجه ولا يرضى بأقل من ذلك وأنه لا يتقبل أي إخلال بالعمل أو التوقف حتى لو كان ذلك لأسباب جوهرية أو قاهرة كالزواج أو المرض أو الحمل.
ويروي أحد الموظفين أن طباخا وزوجته عملوا لدى الوليد وطلب الزوج إجازة طويلة لزوجته الحامل على أن تكون مدفوعة ولكن الوليد رد عليه بأن سيدفع مرتبها أثناء الإجازة إذا كانت ستقوم بإجهاض الجنين والبقاء في خدمته.
وتقول موظفة سابقة أنه يطلب أن يكون عمل الموظفين متقنا على مدار الساعة دون تهاون وانه لم يكن في يوم من الأيام غير عادل حتى في المرة التي أهملت في عملها فإنه بالرغم من أنه كان قاسيا فإنه كان أيضا منطقيا.
ويقول موظف آخر "لقد استمتعت بالعمل معه ، انه يطلب مستوى معينا من الأداء وكلنا نعلم ذلك ، إذا لم يعجبك ذلك عليك الخروج من الشركة".
ويقول بعض الموظفين أن الوليد يحب أحيانا أن يقوم بحركات استعراضية مفاجئة ومن ذلك أنه في أحد المفاوضات أخرج مسدسا من طاولته ووضعه باتجاه رأسه مرددا المثل الانجليزي الذي يعكس الضيق من سير المفاوضات "You are holding a gun to my head".
ويختلف الموظفون فيما يخص الأعمال الخيرية الكبيرة التي يقوم بها فمن ناحية تقول موظفة سابقة أن ما قام به الأمير الوليد بعد إعصار تسونامي عام 2004 قد اذهلها حيث قضى أسبوعين بين المنكوبين في دول متعددة وتضيف "إن شخصا بسمعة الوليد وثرائه سيتلقى الانتقادات دائما والتشكيك بالنوايا مهما بذل من أعمال الخير".
ويخالفها في ذلك موظفون آخرون حسب "بزنس انسايدر" بأن أعمال الخير التي يقوم بها ما هي إلا أعمال استعراضية ولها أهداف استثمارية مستقبلية حيث يكون الإعلام والبيانات الصحفية حاضرة دائما في أي عمل خيري يقوم به.
بينما يقول موظف سابق آخر "أنا أحترم الوليد على ما يقوم به من أعمال خيرية ، لا يوجد أحد بدون أخطاء ، انه يقوم بأعمال جيدة كثيرة ولكنها لا تلقى اهتماما من الصحافة ... الصحفيون دائما يبحثون عن الأخطاء لأنها مادة جيدة للإعلام".
وفيما يخص المرأة يقول الموظفون أنه يقوم أحيانا بالاستعراض في هذا المجال ويشيرون بشكل خاص للطيارة السعودية هنادي الهندي الذي يزعم أنها تقود طائرته لكنهم يقولون أنها لم تقم فعلا بالقيادة.
ويقول موظف سابق أن الوليد كان في طريقه إلى بريطانيا وعلم أن "توني بلير" يود مقابلته ورغب الوليد في إبرازها وكأنها هي التي قادت الطائرة في رحلته غير أن المشكلة أنها لم تكن تملك الزي الخاص بالطيارين وبعد بحث مضن من قبل مساعديه تم الحصول على بدلة طيار مناسبة لها حيث قامت بارتداء الزي والنزول من على سلم الطيارة بالزي لإظهار أنها هي التي قادت رحلة الطيران.
وعند سؤال المتحدثة الرسمية "هبة فطاني" عن الطيارة قالت أنها تتلقى حاليا تدريبات عالية في ولاية فلوريدا.
وقال أمريكي في الثلاثين من عمره أنه عمل لدى الأمير خالد بن الوليد لعدة سنوات وذلك بعد أن تعرف عليه في عام 2000 إثر تخرجه من الثانوية وذلك عن طريق صديق شهير يعمل بالموسيقى مشترك بين الاثنين. وتم التعرف صدفة حين كان الأمير خالد منوما في مستشفى بسان فرانسيسكو بعد حادثة تزلج وكان يتم إحضار موسيقيين شهيرين لجناحه بالمستشفى للترويح عنه.
وقال "ماثيو" كما يطلق على نفسه أن العلاقات تطورت بسرعة مع الأمير خالد بسبب هوايتهما المشتركة وهي حب السيارات الفارهة واستمر الاتصال بينهما حتى تخرج من الجامعة حين عرض عليه الأمير خالد الانتقال للعمل لديه بالرياض.
وفي البداية كان هم الاثنين هو قيادة السيارات الفخمة ولكن خالد قرر أن يدخل عالم الاستثمار فبدأ ماثيو بمساعدته في ذلك عبر زيارة العديد من شركات التجزئة الأمريكية لإقناعها بفتح فروع لها بالسعودية كما قام بالاتصال مع عدد من الشركات الناشئة بوادي السيليكون للاستثمار معهم.
ويقول ماثيو انه لم يلتق بالأمير الأب إلا ثلاث مرات الأولى كانت مصادفة في المصعد والثانية في مخيم بالصحراء حين هبت عاصفة هوجاء أما المرة الثالثة فكانت السبب في إنهاء عمله من الشركة.
ففي بداية عام 2010 تعرف على موظفة تعمل بقسم الطيران بالشركة واتفق معها على الزواج.
وفي أبريل 2010 وجد رسالة من خالد يقول له فيها أن الأمير الوليد يريد مقابلتهما الساعة الثامنة وعندما وصلا إلى القصر وجدا الأمير الوليد غاضبا دون أن يعرف السبب. ويقول موظفون آخرون أن الأمير كان غاضبا لأنه ربما قام الشاب الأمريكي بمضايقة بعض الموظفات وهو أمر لا يتساهل فيه الأمير الوليد حسب قولهم.
ووبخ الأمير الوليد ماثيو ثم أمر بحجزه في غرفة بحراسة بعض الأقوياء المسلحين حتى صباح اليوم التالي مما أغضب الشاب الأمريكي وانتهى به الأمر إلى ترك الشركة.
وتقول هبة فطاني "إن القصة خيالية وقد هدد برفع دعوى ضد الأمير لكن تم إثبات أن ما يدعيه باطل ... أي شخص بمكانة الوليد دائما مايكون هدفا من جميع أطياف الناس لأغراض خاصة".