أخرجت جائحة "كوفيد 19" (كورونا) الطاقات المكنونة في نفوس البشر، وانتهج الكثيرون بعضاً من الاعتماد على إيكال المهام الخاصة، لإنجازها من قبل الآخرين.
وكتطبيق عملي يقوم على أساس المثل العام الشهير "مصائب قومٍ عن قومٍ فوائدُ"، يمكن ربط انتشار تطبيقات توصيل الطلبات للمنازل، وهي التي استفادت فائدةً كبرى من الجائحة، لا سيما في الأيام التي شهدت تطبيق "الحجر المنزلي".
وخلال تلك الفترة، تنامت أرباح عديد من تلك التطبيقات، والبعض منها انتقل من تطبيقٍ إلكتروني، إلى شركة كبرى، ترى أن لها الأحقية في اقتحام عوالم أسواق المال والأعمال.
وبناء على ذلك، يتضح خلق حالة من "الاعتماد" على الآخر، وهي الحالة التي أسست لها الجائحة، واستفادت منها تلك التطبيقات بشكل ضخم؛ رغم أن الفكرة الأساسية لتلك التطبيقات، كانت بعيدة كل البعد عن استغلال الجائحة، اعتماداً على رغبة العامة في الابتعاد عن الزحام والمشاوير الطويلة، إلا أنها قفزت على الأزمة العالمية من باب الصدفة لا أكثر.
وربما يبرز رأي معارض لتنامي تلك التطبيقات، خشية ظهور "حالة كسل اجتماعي" لدى الناس، بينما يتم استنزاف العملاء من الناحية المادية، في ظل حالة الكسل تلك التي يتحدث عنها البعض.
عبدالله العرفج، وهو مستشار ومدرب في المجال الاجتماعي، يرى خلال مداخلته مع "أخبار 24" أن اعتماد الناس على تطبيقات التوصيل من بداية كورونا كان إجبارياً، لكن الأمر ومع الوقت، لاقى استحسانا، كونها الطريقة السريعة والسهلة، وهذا ما قد يؤثر على سلوكيات الناس، الذين قد يلزمون المنازل، دون متابعة ما يحدث في الخارج من تحديثٍ وتطوير على مدنهم.
ويروي الشاب نايف عبدالرحمن حكايته مع هذا الأمر، ويقول: "لو أنا قاعد بالبيت وأتابع مباراة ما، وليس لدي الرغبة في الخروج، سأقوم بالطلب من تلك التطبيقات، بعيداً عن ما قد أدفعه من مال".
وللسيدات حضورهن في كل مناحي الحياة، إذ تجد أم بندر أن ذهابها لقضاء حاجياتها بنفسها هو الأفضل؛ خصوصاً إذا كان عدد العائلة كبيرا، لأن المشكلة لا تكمن في ارتفاع اسعار تطبيقات التوصيل، إنما أيضاً في أسعار الوجبات، وذلك كما يبدو حسب اتفاقيات معينة، مبرمة ما بين تلك التطبيقات، والمطاعم والمتاجر.