لم يمض 24 يوما على وفاة شاب في غدير المحتطبة الواقع بقرية العلاية في مدنية أبها، حتى لقي شاب 21 عاما مصرعه غرقا في الغدير ذاته أمس.

وقال المتحدث الرسمي باسم مديرية الدفاع المدني بمنطقة عسير العقيد محمد العاصمي، إن فرق الدفاع المدني بأبها باشرت بلاغا أمس مفاده غرق شاب سعودي 21 عاما، وذلك خلال محاولة التنزه والسباحة مع مجموعة من أقرانه بتجمع مياه غدير المسمى المحتطبة بقرية العلاية بأبها (وهو تجمع مياه صخري وعر جدا مساحته 17 مترا في 24 مترا تقريبا وعمق متدرج يصل إلى 6 أمتار تقريبا) حيث تمكن غواصو الدفاع المدني من انتشال جثمانه من قاع الغدير ونقله بواسطة النقالة عبر طريق جبلي صخري وعر إلى موقع تمركز الآليات وتسليم الحادث للشرطة لإكمال الإجراءات اللازمة حسب الاختصاص.

خطورة الموقع
نوه العاصمي إلى خطورة الاقتراب والسباحة في مثل هذه المواقع حتى وإن كان الشخص يجيد السباحة نظرا لما تحتويه داخلها من صخور حادة جدا وتجاويف صخرية بحكم طبيعة الموقع وما تضم من مخاطر أخرى مثل الطمي أو الطين اللزج الموجود بقاع المياه الذي قد يتسبب في نشوب الشخص ومن ثم غرقه، كما أن وعورة الطريق الجبلي الصخري الموصل للموقع تشكل في حد ذاتها خطورة عالية لمرتادي الموقع.

حالات متكررة
يذكر أن الموقع قد شهد حوادث غرق كثيرة مماثلة، وكان العاصمي قد أكد حينها في تصريح لـ«الوطن» أنه سبق وأعد الدفاع المدني تقارير موثقة حول الموقع بالصور والإحصاءات، ورفعت لإمارة منطقة عسير لإكمال اللازم.

حقوق الإنسان تدخل على خط المأساة
أبها: عوض فرحان
دخل فرع جمعية حقوق الإنسان بمنطقة عسير على خط مأساة غدير المحتطبة في متنزه السودة الشهير بمنطقة عسير، والذي ابتلع العديد من الضحايا آخرهم شاب عشريني أمس ليلحق بعشرات الضحايا، الذين وجدوا أمامهم غديرا ظاهره يجذبهم لممارسة هواية السباحة والتنزه والاستمتاع وباطنه فيه الموت.

وقال المشرف العام على فرع جمعية حقوق الإنسان بمنطقة عسير الدكتور علي الشعبي، في تصريح خاص لـ«الوطن» إن فرع جمعية حقوق الإنسان بمنطقة عسير رصد خبر غرق شاب في شلالات المحتطبة، ويبدو أن هناك ضحايا آخرين في السابق.

وأكد أنه سيتم التواصل مع الجهات المعنية لمعرفة الاحتياطات التي تم اتخاذها لتسييج الموقع وعمل التحذيرات اللازمة، واتخاذ كل ما من شأنه المحافظة على أرواح الناس، مشيرا إلى أن الجمعية تثق بأن الجهات المعنية وإمارة المنطقة ستتعامل مع هذا الموضوع بحزم لضمان المحافظة على الأرواح، حيث إن المنطقة تشهد هذه الأيام موسم السياحة والتنزه وترتاد المتنزهات أعداد كبيرة من المصطافين مما قد يتعرض آخرون لا سمح الله لمثل هذه الحادثة المؤلمة.