يرتبط السد العالي المدافع الدولي المعتزل أحمد جميل في أذهان الاتحاديين تحديدا بأجمل سنة للعميد، وهي تلك السنة التي طوت السنين العجاف في مسيرة النادي الأقدم في مسيرة الكرة السعودية.

ففي موسم 1417هـ قاد هذا المدافع العملاق ناديه للثلاثية التاريخية التي وضعت الفريق على أعتاب مرحلة جديدة تذوقت فيها الجماهير الاتحادية الشهد عندما هطلت البطولات من كل حدب وصوب على النادي الجماهيري. أبو جميل لم يكن مدافعا فحسب، بل كان قائدا وموجها واتحاديا صرفا، احترق من أجل ناديه وقدم لأجله سنوات من العطاء جعلته أحد أساطير النادي وواحدا من أفضل المدافعين الذين أنجبتهم الكرة السعودية. وبالطبع لا أحد ينسى هدفه الشهير في مرمى كوريا الجنوبية، الذي كان سببا في مرور المنتخب السعودي لكأس العالم 94 لأول مرة في تاريخه.

وهنا في هذا الحوار الشيق، يتحدث النجم السابق عن أحوال ناديه الذي ظل متابعا له باستمرار، إلى جانب أمور أخرى كثيرة تطرق لها.

• كيف ترى الإدارة الحالية للاتحاد؟

•• بصراحة، تكليف الهيئة العامة للرياضة لإدارة الاتحاد برئاسة أنمار الحائلي ونائبه أحمد كعكي جاء في الوقت المناسب، في ظل الأوضاع الصعبة التي يمر بها العميد، وتتطلب توفر السيولة المادية لإخراج النادي من المديونيات الضخمة التي تهدد استقراره. وكما شاهد الجميع قبل أسبوعين كان النادي مهددا بخصم ست نقاط مع بداية دوري جميل للمحترفين إذا لم يسدد مستحقات المدرب الأوروغوياني خوان فيرسيري، فبادرت الإدارة بسداد تلك المستحقات لتفادي أية عقوبة تصدر بحق النادي، وأيضاً أغلقت قضية البرازيلي جيبسون، وهناك العديد من القضايا التي تهدد مستقبل العميد وتحتاج لسداد مستحقاتها في القادم من الأيام، لذلك فإن تكليف الإدارة الحالية كان صائبا، خصوصا أن الرئيس أنمار الحائلي ونائبه أحمد كعكي كانا موجودين بدعمهما المادي للنادي في السنوات الماضية، وقيادتهما للأمور في النادي ستسهم في دعم الاستقرار وتقليص المديونيات قبل تطبيق الخصخصة مستقبلا. وأتمنى أن توفق الإدارة في تحقيق الإنجازات للعميد في الموسم الجديد.

• نفهم من حديثك أنك متفائل بمستقبل الاتحاد؟

•• في ظل العمل الدؤوب الذي تقوم به الإدارة منذ تسلمها زمام الأمور وحرصها على استقرار الفريق الأول، بالتجديد مع المدرب سييرا، واستمرار الرباعي الأجنبي فهد الأنصاري، محمود كهربا، أحمد العكايشي وفيلانويفا، والمحليين جمال باجندوح، عمار الدحيم، عبدالرحمن الغامدي، عبدالرحمن الريو وحسين حلواني، وتوقيع عقود احترافية مع اللاعبين الصاعدين من فريقي الشباب والأوليمبي بالنادي، وإقامة معسكر إعدادي في بريطانيا، ومن ثم المشاركة في دورة تبوك الودية الثانية، من خلال هذا العمل أي اتحادي سيكون متفائلا في الموسم القادم، وسيكون العميد حاضرا ومنافسا بقوة على البطولات محليا وقاريا.

أزمة وتعدي

• يردد البعض بين الحين والآخر أن الاتحاد سيهبط للدرجة الأولى، ماذا تقول لمن يروج لهذه الشائعة؟

•• أقول لمن يمنون أنفسهم بهبوط الاتحاد «يحلمون»، وهذا القرار لن يحصل مهما كان، فالاتحاد اسم كبير، وسيبقى كبيرا برجاله المخلصين، وما يمر به العميد بمثابة أزمة وسيتجاوزها.

• ألا ترى أن قرار منع النادي من التعاقد مع لاعبين من خارج النادي سيكون له أثره على الفريق الكروي؟

•• اللاعبون الموجودون في الفريق الاتحادي هم الأفضل، وقادرون على أن يقدموا الشيء الكثير للعميد في الموسم الجديد، ولن يتأثروا بقرار المنع، وسترون اتحادا مختلفا في ظل حرص اللاعبين على تحقيق الانتصارات وحصد البطولات. وعلى مر التاريخ اعتاد اللاعب الاتحادي على التغلب على الظروف واللعب من أجل الشعار الغالي، ورسم الفرحة على المدرج الاتحادي.

• نستطيع القول من خلال حديثك إن الاتحاد مؤهل لحصد بطولات في الموسم القادم؟

•• من خلال ما أراه من عمل في الوقت الحالي، أجد أن الفريق الكروي سيكون له كلمة في الموسم الجديد، رغم الصعوبات التي يعيشها النادي، إلا أن ثقتي في لاعبي العميد كبيرة، وهم قادرون على إسعاد محبي العميد بالذهب.

• ما هي النصيحة التي توجهها لإدارة العميد؟

•• أرجو من الإدارة الحالية برئاسة أنمار الحائلي ونائبه أحمد كعكي عدم الالتفات لأي مؤثرات خارجية، وأن يواصلوا العمل من أجل الاتحاد، ويكفي أن خلفهم مدرج العميد، ولديهم فريق قادر على صنع المستحيل رغم الصعوبات التي يمر بها النادي في الوقت الحالي.

• ما رأيك في المدرب سييرا؟

•• بالنسبة للتشيلي سييرا، من المدربين الجيدين، وأهم قرار يحسب للإدارة تجديد الثقة فيه، إذ استطاع أن يجهز فريقا في الموسم الماضي في ظل الظروف الصعبة، ويحصد كأس ولي العهد من أمام النصر، ويصل بالفريق للعب على كأس السوبر أمام الهلال في مطلع العام الميلادي القادم، والتأهل لمباراة الملحق الآسيوي، وتحقيق المركز الرابع في الدوري رغم منافسته على اللقب. وقد منح الفرصة للعناصر الشابة أمثال خالد السميري، عمار النجار، عبدالعزيز العرياني، حسين حلواني، طارق عبدالله وإبراهيم زاهر، وحاليا نتابع منحه الفرصة للمزيد من الوجوه الشابة أمثال أمين بخاري، راكان النجار، عون البيشي، عمر عاصم، محمد عبداللطيف، معن الحذيفي ومحمد ريمان. أتمنى أن يركز على منحهم فرصة اللعب في الموسم الجديد، وخلق فريق كروي قادر على الاستمرار لسنوات قادمة.

رباعي مثمر

• كيف ترى الرباعي الأجنبي؟

•• المحترفون الأجانب في الفريق فهد الأنصاري، محمود كهربا، أحمد العكايشي وفيلانويفا، استمرارهم كان قرارا حتميا، كون العميد لا يستطيع تسجيل لاعبين أو إضافة عناصر أخرى، لكن بأمانة هؤلاء اللاعبين قدموا مع العميد فاتورة استمرارهم من خلال مباريات الموسم الماضي، وساهموا في حصد الاتحاد كأس ولي العهد، وننتظر منهم في الموسم الحالي مواصلة تقديم أفضل العطاءات الفنية والإسهام مع زملائهم اللاعبين في تحقيق الانتصارات وحصد البطولات.

• دفاع الاتحاد الحالي من وجهة نظرك، ما الذي ينقصه ليكون قويا؟

•• الثقة لدى جميع اللاعبين في خط الدفاع بالكامل، والمزيد من التجانس في ما بينهم، وبذلك سيكونون أفضل مما كانوا عليه في الموسم الماضي، وهنا لا أقلل من أحد بل أتمنى أن يكونوا أفضل مما كانوا عليه.

بلاش

تحزبات

• نلاحظ أنه أصبح هناك حزبان في الاتحاد، العتاريس، والمطانيخ، ما هي كلمتك لهما؟

•• أتمنى من الاتحاديين الالتفاف حول ناديهم الذي هو بحاجتهم والابتعاد عن التحزبات والمسميات التي لا تخدم مصلحة العميد، فالكيان حاليا بحاجة للجميع، وعليهم دعم الإدارة الحالية للسير بالعميد لمنصات التتويج وحصد الذهب في الموسم القادم.

• دعنا ننتقل للحديث عن قرارات اتحاد كرة القدم السعودي بزيادة عدد اللاعبين الأجانب لستة، ومنح الفرصة للحارس الأجنبي، ما تعليقك على ذلك؟

•• قرار رفع عدد اللاعبين الأجانب من أربعة لاعبين إلى ستة قد يضر باللاعبين السعوديين، وبالتالي بالمنتخب السعودي الأول، لذلك أتمنى إعادة النظر في القرار بدءا من الموسم القادم. وكذلك وجود الحارس الأجنبي سيقلل من فرصة الحراس السعوديين، ولن يكون لدينا حراس في المستقبل يخدمون المنتخب، لذلك يتطلب على اتحاد الكرة إعادة النظر في القرارين اللذين سيعودان بالضرر على المنتخب السعودي الأول في المستقبل.

قريبون من التأهل

• كيف ترى حظوظ المنتخب السعودي في الوصول لمونديال روسيا القادم؟

•• منتخبنا الحالي قادر على بلوغ نهائيات كأس العالم القادمة في موسكو العام القادم، والمطلوب من اللاعبين التركيز في المباراتين الحاسمتين أمام منتخبي الإمارات واليابان، والشعور بالمسؤولية، وأنهم اقتربوا من تحقيق الحلم بالوصول للمونديال، والتأكيد على أن الكرة السعودية حاضرة في المحفل العالمي للمرة الخامسة، وأن شعار الوطن سيكون موجودا في المحفل العالمي. الكرة في ملعب اللاعبين، فالجهاز الفني بقيادة المدرب الهولندي مارفيك، نجح في استعادة الأخضر لبريقه من خلال التصفيات الآسيوية المؤهلة للمونديال العالمي، وبدعم الجميع سيصل الأخضر لروسيا، ويجب مواصلة التكاتف السعودي من أجل تأهل المنتخب لكأس العالم 2018.