أثار صمت المديرية العامة للشؤون الصحية في المنطقة الشرقية، تجاه المقاطع المُسربة من داخل المنشآت الصحية، انتقادات واسعة بين المواطنين، وكان آخرها المقاطع المُسربة من أحد مستشفيات محافظة الأحساء، التي تضمنت مقاطع راقصة شاركت فيها عاملات وعاملون في المستشفى، ويُعتقد أنها أقيمت احتفالاً برأس السنة.

ووعدت «صحة الأحساء» ونظيرتها في الشرقية بإجراء تحقيق حول هذه المقاطع، فيما ينتظر الكثير من المتابعين نتائج التحقيق في المقطع الصوتي الذي بث على موقع التواصل الاجتماعي «يوتيوب»، الذي تضمن محادثة بين مدير مستشفى رأس تنورة، وبين عدد من الممرضات، يعاتبهن فيه على عدم حضورهن إحدى الحفلات التي أقامها في مزرعته الخاصة. فيما وعدت وقتها «صحة الشرقية»، بفتح «تحقيق عاجل» في الواقعة.

إلا أن هذا التحقيق - بحسب مواطنين - لم يترجم عملياً، مستشهدين بـ «عدم نشر نتائج التحقيق إلى الآن». على رغم مرور أكثر من شهر على تسرب المقاطع، فيما كان يفترض أن يتم الانتهاء من هذه التحقيقات في شكل سريع.

وتساءل مواطنون تحدثوا إلى «الحياة»، عن السبب الذي دفع «صحة الشرقية»، إلى «الصمت طيلة الفترة الماضية، وعدم إدلاء أي من مسؤوليها بتصريح صحافي لوسائل الإعلام، وأنهم اكتفوا فقط بنشر بيان مُقتضب». وقال سالم خالد: «يفترض أن تتعامل جميع الجهات الحكومية بكل شفافية ووضوح في كشف الحقائق، وإطلاع الرأي العام عليها، وبخاصة الجهات الخدمية مثل «الصحة».

ولفت سالم، إلى أن المقطع الصوتي «تم نشره على نطاق واسع على موقع «يوتيوب»، واطلع عليه عشرات الآلاف من الأشخاص، كما تم تداوله عبر أجهزة «بلاك بيري» و»آيفون». وهؤلاء قد يفقدون الثقة في المنشآت الصحية الحكومية، التي تحدث فيها مثل هذه الوقائع، ثم إذا كانت تتسرب منها مقاطع صوتية أو مُصورة، فكيف هو حال أسرار المرضى الذين يتعاملون معها، ألن تتسرب أسرارهم؟»

ولم تكن هذه هي الحادثة الوحيدة التي تم بثها عبر شبكة الإنترنت، إذ سبقها مقطع مماثل من أحد مستشفيات الدمام، بُث مطلع شهر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، تضمن لقطات للطريقةَ «البدائية» التي يتم بها غسل أغطية الأسرة ولباس الأطباء والممرضات والمرضى في غرف العمليات، والأماكن المتسخة التي يتم فيها ذلك، إضافة إلى ظهور عمالة أجنبية وهي نصف عارية، وتلبس ملابس القرى في شبه القارة الهندية، أثناء عملية الغسيل، من دون التزام بأدنى ضوابط اشتراطات النظافة والسلامة. وأحدث انتشار التسجيل ردود أفعال واسعة في مختلف مناطق المملكة. ووصلت إلى وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة، الذي طالب حينها «صحة الشرقية» بتشكيل «لجنة للتحقيق، ومحاسبة المتسببين فيه والمقصرين».

فيما تم تشكيل لجنة في الوزارة «للتأكد من سلامة ونظافة إجراءات الشركات والمؤسسات التي تتولى عملية غسل كل ما يحتاج إلى غسيل في المستشفيات التابعة للوزارة». وأصدرت «صحة الشرقية» في وقتها، بياناً أوضحت فيه أن «عملية غسل الأغطية والملاءات الخاصة بمجمع الدمام الطبي، تتم في شكل مُخطط ومُجدول في المغسلة المركزية الحديثة في مستشفى الولادة والأطفال الجديد، والمُجهزة بأحدث مكائن وأجهزة الغسيل والكي، والتي تطبِّق أرقى المعايير والمواصفات العالمية الخاصة في النظافة والتعقيم، في مراحل الغسيل المتعارف عليها طبياً»، موضحة أنه «في حالات محدودة، وعندما تزيد كميات المواد الواردة عن الطاقة الاستيعابية للمغسلة المركزية، يتم غسلها في المغسلة القديمة أولاً، ثم تعاد إلى المغسلة المركزية للكي والتجهيز النهائي، وتطبيق المعايير المُتبعة مع كمية الغسيل الأخرى».